fbpx

(غناء)

(صوت التلفاز)

انا ساكنة في المعادي. 

و نزولة وسط البلد تقيلة اوي علي قلبي. 

عشان وسط البلد بتفكرني بكل حاجة  بتفكرني ان انا عشت 5 سنين من حياتي مضغوطة عشتها بشخصيتين. 

يعني لما بدخل وسط البلد بتقبض 

(صوت التلفاز)

انا من اسكندرية عشت طول حياتي في اسكندرية جيت هنا القاهرة بقالي 5 سنين  

و قعدت مع جدتي في وسط البلد. اللي حصل إن قرار الاستقلال كنت بفكر فيه بقالي كتير بس أخدت خطوة  في شهر 4. 

جيت هنا الشقة دي اخدت الاوضة و روحت اسكندرية قعدت معاهم شهر  مكانوش يعرفوا اني حستقل جيت هنا القاهرة و استقليت.

(صوت التلفاز) 

طبعا اهلي  كانوا رافضين الفكرة تماما. عشان انتي بنت وعشان احنا نوبيين معندناش الكلام دة 

فسبتهم في الاخر و جيت و الوقت خلاهم يتقبلوا مش كلهم طبعا والدي لسة مش بيكلمني.

(صوت مكالمة خدمة العملاء ثم ترسل رسالة صوتية)

حياتي دلوقتي انا حاسة اني عايشة في فيلم حقيقي. 

المهام بقت مختلفة تماما.  

يعني انا عمري ما اتعاملت مع كهربائي او الراجل السباك بقيت عارفة ان في حاجة اسمها لقمة البريزة 

احنا جبنا بتاع الغسالة عشان مكانتش شغالة ف اكتشفنا ان المشكلة في الفيشة فا احنا لو كنا غيرنا مكان الفيشة كانت اشتغلت

 جبنا الراجل عادي جدا و كل اللي هو عمله انه شال الفيشة و حطها في مكان تاني فاشتغلت 

تحس ان انت في حاجات متعرفهاش كتير او حاجات اهلك كانوا شايلنها عنك مش منطقي انك تبقى عارفها. 

(تتحرك من المنزل الي الشارع/غناء)

دلوقتي بقيت بتمشى و انا اروق و انا مفيش حاجة ورايا بتمشي و اتفرج علي الناس بتفرج على  الشجر انا بحب المعادي عشان كلها شجر. 

زمان كنت بحس ان انا بتمشى و انا في حاجة بتجري ورايا. 

احساس كدة انك مدووش مربوك ماشي كأنك بتجري ورا حاجة بتمد. 

مش قادر تستمتع بالشجر و صوت رجلك علي الاسفلت انت طول لازم تكون بتجري.

عارف اكتر اغنية بتعبر عن المرحلة  دي اغنية sinnerman ل nina simone . انا بغني في الشارع برقص في الشارع باكلم نفسي بأريحية و باخوض نقاشات مسببالي مشكلة في دماغي في الشارع عادي.

(صوت المترو)

احنا رايحين لتيتة خديجة عشان نجيب البطانية  دخلة الشتا و كل سنة و انت طيب. 

دلوقتي المشوار دة مبقاش تقيل علي قلبي زي ما كان الاول. 

المشوار دة زمان لما كنت بروحه كل يوم لاني كنت قاعدة معاها كان الموضوع تقيل اوي دلوقتي انا رايحة و انا مسترخية اكتر فاكة اكتر.

نزولة وسط البلد تقيلة اوي علي قلبي. الشوارع هنا تحسها توهان.

عارف الحتة دي في محمد محمود دي الحتة اللي كان لازم البس فيها الطرحة عشان ادخل لاهلي بالشخصية اللي عاوزين يشوفوها.

عملت دة لمدة 5 سنين بكرر نفس السيناريو كل يوم في نفس الحتة دي ايا كان مين اللي معايا  لازم اعمل كل عشان محدش يعرف اني قالعة الطرحة.

لغاية دلوقتي لسة بطني بتوجعني بمجرد ما ادخل الشارع بشكل لا ارادي بفتكر اني لازم اطلع حتة القماشة من الشنطة عشان البسها 

عشان استريح عشان احس ان انا ينفع ابقي وسطهم عادي  ابقي وسط اهلي و وسط الناس اللي في الشارع اللي ماشية في الشارع دة بالذات اقدر   fit in.

قصة من مدينة ذات وجهين

تتجول تقى في أحياء مختلفة في القاهرة وتحكي لنا عن خمس سنوات كانت تكرر فيها نفس السيناريو.
ــــــــ البيت
محمود نصر
8 يناير 2021