fbpx

صوت الفيلم

مساء الخير يافندم. مش بردو سيادتك الأستاذ عاطف هلال.

أيوة.

أنا سألت على سيادتك لحد ما عرفت انك بتيجي في الميعاد ده. تسمحلي بخمس دقايق من وقتك؟

هدير: طول عمري بحب اسمع حكايات الناس العابرة في خلفية حوارات الأبطال في الأفلام. في الحكايات والدوشة ونس كدة معين.

هدير: في ٢٠١١ سكنت في بيت قديم في وسط البلد، كان في دور أرضي مرتفع.

كل يوم بعد ما الدنيا تليل كانت بوابة العمارة هي وستات المنطقة يقعدوا قرب سلم المنور اللي قريب جدا من المطبخ بتاعي.

كنت اروح المطبخ حتى لو مش بعمل حاجة عشان اسمع قعدة الونسة بتاعتهم، كان تلصص على الونس مش على التفاصيل.

كارولين: ياختي على أدبك.

هدير: هو فاكرها treats غالبا.

كارولين: فاكرها أكل.

هدير: أيوة.

كارولين: يابني يابني مفيش حد الشبع ده، حد الشبع ده مش موجود عندك.

هدير: صحيح انتي بتفتحي الشباك دلوقتي ولا لسة الجار الغريب موجود.

كارولين: بصي بفتحه بس بنزل الستارة.

هدير: طول عمري بحب قعدة المطابخ. بحب حكايات المطابخ. الحكي مع الطبخ والأكل حاجة تانية

كارولين: هههههه أيوة.

هدير: عملتي مكرونة بالإيه؟

كارولين: عملت مكرونة بالماشروم والزعتر. أول مرة أعرف ان الماشروم بيستخدم في الطبخ.

هدير: طبعا.

صوت الجيران: يعني تخيل انت…… وانا اللي اكون بعمل….

 ساعات نستنى كل يوم في توقيت معين خناقة الأم اللي عيالها مش بيذاكروا.

الأب اللي مش بيغسل المواعين. الضيوف اللي هيدخلوا ينموا في المطبخ عشان ماحدش يسمعهم. الراديو الواطي اللي بيسلي في وقفة الطبيخ

هدير: احنا هنا في مطبخ كارولين، ودي كارولين صاحبتي، وهي بردو بتحب  المطبخ وبتحب الطبيخ جدا، بس بقالنا حبة ماقعدناش في المطبخ.

آخر مرة قعدنا في المطبخ كنا بنطبخ ايه؟ محشي وبط.

كارولين: مطبخي ولا مطبخك؟

هدير: مطبخك انتي.

كارولين: اه كان محشي وبط.

هدير: ومن بعدها ماقعدناش تاني.

كارولين: لا وانا بعدها ماعملتش حاجة كبيرة كدة.

هدير: بس انتي في العموم بتحبي المطبخ وبتحبي قعدة المطبخ.

كارولين: اه انا نفسي يبقى عندي طرابيزة جوة المطبخ. واقعد باللاب توب واشتغل.

هدير: صح؟.

كارولين: ويبقي حواليا الأطباق والحلل.

هدير: بس هتقعدي في المطبخ تشتغلي ولا فيه مجال اننا نقعد نحكي نقعد، انا بحب مثلا حكي المطبخ ده، يعني احب  ان انا اقعد في المطبخ مع ناس صحابي ونقعد نطبخ ونرغي ونحكي.

كارولين: حكي المطابخ هنا انا بس بقلق منه لانه سهل نسمع اصوات بعض، لأن انا بسمع صوت جيراني.

هدير: احكيلي الأصوات اللي بتسمعيها؟

كارولين: يعني عادة خناقات. واحدة واقفة في المطبخ وبتشتم عيالها عشان مش بيذاكروا، او بتشتم عيالها عشان هم بياكلوا حاجة مش المفروض ياكلوها دولوقتي عشان هي بتعمل أكل.

لو اتنين متجوزين بسمع بيشتموا بعض جوة المطبخ.

يعني مش عارفة ازاي الخناقة بتتنقل جوة المطبخ. فانا بسمع أصوات الناس في المطبخ.

هدير: عشان المنور يمكن، هو المنور عادة بيوصل الأصوات قوي، المناور اللي بين البيوت او اللي بين العمارات.

كارولين: ممكن ده جزء من الموضوع، وممكن ان احنا يمكن وقتنا مزنوق، فعايزين نكمل الخناقة واحنا بنطبخ.

اللي هو احنا بدأنا الخناقة في الصالة، بس لازم نتحرك للمطبخ فالخناقة جاية معانا للمطبخ.

هدير: في رحلة البحث عن أصوات الجيران، سألت الأصدقاء في بوست على فيسبوك، صديق قالي ان احنا ممكن نعتبر ان المنور ليفينج روم كبيرة.

صديقة تانية قالتلي ماحدش ما بيسمعش صوت جيرانه

كارولين: يعني فيه واحدة جارتنا ابنها لسة متجوز وتقريبا مراته بتطلب مكرونة ريجينا، فهي تقعد اقوله من امتى ياخويا تعرف رز الضحى من امتى تعرف مكرونة ريجينا.

فكنت عايزة انادي عليها واقولها يا طنط على فكرة دي كلها حاجات عادية.

ليه حاسة بتفوق بموضوع رز الضحى ومكرونة ريجينا اللي بتتكلمي بيهم. فمثلا دي فاكراها، فاكرة مرة تانية واحدة بنتها هتتجوز،

فمش فاكرة عايزاها تجيب طقم تيفال، عايزاها تجيب حاجة زيادة كدة، فبتقولها خليه يجيبها ياختي، خليه يبطل السجاير ويجيبها،

فحسيت بغباوة كدة يعني انتوا طلباتكوا كتير قوي لدرجة ان انتوا عايزينه يتخلى عن الحاجة اللي بتسببله متعة عشان يجيبلكم الطلبات اللي انتوا عايزينها. فيه حاجات مسلية،

حاجات مسلية وكوميدية

هدير: وفيه اللي شاف ده لعنة وكارثة، وفيه اللي حكوا عن جيران بيشتموا بعض أو بيتخانقوا أو بيلعبوا مزيكا،

وكتير منهم كانوا زي كارولين شايفين ان زي ما هم بيسمعوا الجيران، الجيران بيسمعوهم.

FAIR ENOUGH   

كارولين: ما هو انا بردو بتخيل ان اي حاجة هتدور هنا في البيت عندي او هتكلم فيها الآخرين هيسمعوها، وانا مش عايزة ده.

هدير: في ٢٠١٩ رحت عشت كام شهر في مدينة صغيرة في كاليفورنيا، مدينة فوق تل على المحيط، وعلى قد ما كنت مبسوطة اني في مدينة هادية،

إلا اني ابتديت شوية بشوية احس بوحدة، وافتكرت قد ايه دوشة القاهرة بالجيران كانت بتحسسني بأمان.

هدير: الدوشة الوحيدة اللي كنت سمعها في المدينة الهادية هي دوشة الناس عالبحر، انما من البيت الصوت اللي كنت بسمعه اكتر حاجة هو صوت الريح أو المطر.

في اخر يوم ليا هناك قبل السفر، قررت اصور الغروب من على الطريق السريع عالمحيط. لمدة دقيقة مفيش صوت كلاكس واحد

هدير: أول ما رجعت القاهرة.. 

هدير: ورجعت للدوشة والحكايات المقصوصة والخناقات والكلاكسات المزعجة جدا حسيت بالأمان.

صوت الدوشة: بدل بدل بدل. البت الأجنبية نزلت مالعربية ونزلت المياه 

 

تلصّص

لا هدوء في القاهرة، وربما لا خصوصية أيضا، في ذلك الخليط من الدوشة وانعدام حدود المساحات الخاصة كثير من الإزعاج، وقليل من الونس.
ــــــــ البيت
هدير المهدوي
26 ديسمبر 2020