fbpx

[صوت من فيلم “فلسطين الصغرى” نداء إلى الأونروا والأمم المتحدة أثناء حصار مخيم اليرموك]

عبد الله الخطيب: المخيمات الفلسطينية عموماً، في إلهون أكسنت خاص، في إلهون لهجة خاصة بيحكو فيها

كلاياتها يلي هي لغة المخيمات، مش لغة فلسطين

لإنو جماعة فلسطين بيحكو عنا شوام، والشوام بيحكو عنا فلسطينين، يعني لغتنا شوي هي لغة ولاد مخيم.

فالمخيم بنى هوية سياسية بنى هويتو الخاصة فيو لإنو شوارع المخيم بتحمل أسماء فلسطين

مدراس المخيم بتحمل أسماء فلسطين

عندك حركة سياسية موجودة بالمكان، تواجد كبير للفصائل الفلسطينية بالمكان

إنت عم تتربي بشكل شبه يومي على مفهوم فلسطين، كل التلفزيونات أخبار أخبار أخبار…

فبينشأ الولد بهادا الطابع الهوياتي، المرتبط بالسياق الفلسطيني، فأي شخص آخر بيجي من خارج المكان

بحس إنو هادا المكان إنو هو فلسطين الصغيرة يلي هو اسم الفيلم، إنو هادا المكان، مرتبط بفلسطين بشكل مباشر

حتى السوريين الموجودين بالمكان بيحسو حالهون فلسطينيين، بيعرفو عن حالهن خارج المكان إنو هنن فلسطينيين

[صوت من الفيلم ..حوار مع امرأة فلسطينية من الجيل الأول للنكبة أثناء حصارها في مخيم اليرموك]

كتير مهم أنا بالنسبة إلي السياق الفلسطيني السوري، لإنو أحياناً بحس فيه هيك في حالة تميزية

نحنا كفلسطينيين منحكي فيها حول إنو نحنا عنا طاقة للفرح وللحياة وللسعادة وو…إلخ

بحس عم نستثني حالنا عن الجمهور السوري، السوريين كانو يعملو سيران على الشارع ع شوية عشب

يعني كمان هنن عندهون طاقة غريبة لصناعة الفرح

فخلينا نقول نحنا كناس عشنا بسوريا بغض النظر إذا كنا فلسطينيين أو سوريين

ناس بنقول نحنا بالعامية يعني منحب البسط (الفرح) عرفتي منحب البسط يعني

بشوية بزر مع كازوزة بتطلعي ع الشارع بيجتمعو الناس بتنبسط، بتطلعي ع السطح بتولعي نار

بتشوي شوية جنحات بتنبسطي

يعني كتير كانت الأمور بسيطة بالنسبة إلنا ما كانت معقدة إنو نصنع وقت للفرح.

[صوت من الفيلم.. أجواء من عرس]

هلأ الفرق إنو قبل الثورة بالنسبة إلي كانت العملية غير واعية

يعني الناس عم تمارسها كجزء من حياتها

بالحصار بالحرب بيصير الفرح طقس فيه قرار، يعني فيه ناس بتقرر إنو أوك لازم نعمل شي

لحتى ننبسط لحتى نكسر هاي الرهبة لنكسر الحصار والحرب

فبيصير الطقس في قرار مسبق لصناعته

المشكلة إنو مو دايماً بتنجحي بهي العملية، لإنو إنت عملياً

بتصير تواجهك صعوبات جديدة إلها علاقة بتوفير الإمكانيات لصناعة هادا الطقس

العرس يعني أعراس المخيم يلي كانت بفترة الحصار، كتير كانت…

بدي أعطيك موقف مثلًا إنو أحد الأصدقاء اتزوج، فالناس شو كانت عم تنقطو؟

عم تنقطو سكر أو رز، فهادا الشي بالنسبة لإلي كتير كان غريب

يعني بعد إنو اليرموك يلي بيعرف إنو هي الأشياء بحياتها ما كانت إشكالية

فواحد بيجي بيقول: أنا بدي نقطو بكيلو رز، ومصورو الفيديو أنا

فبجيب كيلو رز والناس كلو إنو: أووه… هي أكبر شي اتنقطو بالعرس

فبينحط فعلًا مع المصاري.. وو إلخ..

لإنو كانت قيمتو مية دولار بهداك الوقت، فحدا نقطو مية دولار.

[صوت من الفيلم: عراضة خلال مظاهرة]

فإيه فاتغير معنى السعادة

بتذكر كمان إنو نحنا كشباب لما كنا بدنا نجتمع وبدنا بدنا نعمل شي

يعني أول فترة كان لسه متوفر العدس، كنا نطحن العدس ونعجنو

ونساوي منو خبز… خبز العدس يعني، فهيك صارت الأشياء

صار في إعادة تدوير للفرح خليني أقول، صرنا نفكر في شكل مختلف كيف فينا نعمل

يعني نصنع سعادة؟ يمكن هيك شي

[صوت من الفيلم.. صوت أولاد خلال الحصار]

بالصداقة خلينا نقول باللمات، أنا حدا كتير اجتماعي

بحب الحياة العامة.. ما كتير بحب العزلة.. وو إلخ

فأنا كنت أكون سعيد لما يكون في أصدقاء عندي، أو أنا موجود عند أصدقائي

بس هادا الموضوع، منشان هيك أسوأ شي صار بالحرب، بالنسبة إلي هو هي الخسارة الكبيرة للأصدقاء

لإنو فجأة بيبلشو يتسربو من بين إيديك واحد واحد

وأشياء بالنسبة إلك كانت بديهية قبل الثورة إنو هي الناس (راحت) بكير

نحنا هلأ شباب 20، 22 سنة إنو لسه بدنا نعيش مع بعضنا أربعين خمسين سنة

الحياة لسه قدامنا، فبيصير كل خططك مبنية على إنو بالأربعين منعمل هيك بالستينن مناخدلنا بيت… أبصر

كل خيالاتك بتتشكل بناء على إنو…

الشي الطبيعي، إنو الناس بتعيش 60 أو 70 سنة وفجأة بتجي الحرب وبتعملك Cut يعني

[أصوات سيارة إسعاف خلال القصف]

خاصة بهاي الجزئية، بتخسري أول رفيق بتنصدمي، التاني بتنصعقي، التالت بتتعودي

وهون الكارثة لما إنت بصير بتتعودي ع الألم، بيصير جزء من حياتك اليومية

والخسارة إنو أوكيه، ببطل الموت إلو قدسية

بصير الموت هو إشي متل أيا إشي تاني بالحياة

خاصة بعد تكرار الخسارة بشكل شبه يومي خلينا أقول، وبصير تتعاملي معو كإشي…

وبتصيري تستتني إنو آه أنا بكرا عادي خلص مات فلان أوك مو مشكلة، الله يرحمو

وبترجعي بتكملي حياتك بشكل طبيعي

والمشكلة إنو هادا الإحساس ما بيفارقك حتى لما بتتركي المكان، بيضل موجود

يعني بيضل متأصل فيكي، التعامل مع كل هي الأشياء…

اليوم أنا موجود بأوروبا، ما عاد الموت بالنسبة إلي إشي هيك إنو إلو رهبتو

مخيف، بخاف أموت، بس إنو قصدي إنو حدا فلان مات الله يرحمو كمل.. ماكتير بدقق ع الموضوع

وهادا بالنسبة لكتير ناس حساس الموقف

إنو الناس يلي ما عاشت حرب وما بيعرفو ليش أنا هيك موقفي من الموت، بالنسبة إلهون فيو إهانة

[صوت من فيلم “فلسطين الصغرى” للمخرج عبد الله الخطيب]

المكان انتهى طبعاً، أنا بالنسبة إلي المكان انتهى من أول مرة اتوزع سلاح بالمخيم

يعني لما الفصائل الفلسطينية التابعة للنظام السوري قررت توزع سلاح ع الشباب في اليرموك

يعني كنت شايف إنو الأمور رايحة باتجاهات كارثية لإنو بحياتو السلاح ما جاب سلام

دايماً السلاح بيجر سلاح، والسلاح بيجر عنف وفوضى وو إلخ

ويلي وصل بالأخير ليلي وصلنا إلو.. المكان انتهى لإنو انتهت أشخاصو

هو قيمة اليرموك كانت بهادا النسيج السكاني، بالناس يلي كانت عايشة فيو

بالناس يلي شكلت حركة اقتصادية مهمة داخل المكان، حركة ثقافية مهمة داخل المكان

اليوم هدول الناس إنت عندك عم تحكي إتوزعو بأنحاء العالم

ويلي استشهد ويلي مات ويلي غرق بالبحر ووإلخ

فحتى لو تم إعادة بناء المكان عمرانياً من ناحية السكن

ما عاد في إمكانية بناء النسيج الاجتماعي يلي كان موجود

ما قبل ٢٠١١ في هادا المكان لإنو اتغيرت الأشخاص

يلي كان مسؤولين عن عملية الإعمار باليرموك، فانتهى المكان

ممكن يكون ينشأ مكان جديد يكون إلو طابعو الخاص وإلو هويتو الجديدة

بس أكيد مو زي المكان يلي منعرفو

[صوت من الفيلم: حوار مع امرأة فلسطينية من الجيل الأول للنكبة أثناء حصارها في مخيم اليرموك]

هو هادا الإحساس بالمكان برجع بقلك لإنو الناس لما بتقول: إنو هاي فلسطين الصغيرة فهو إحساس

لإنو إنت شو عملياً؟ بالنسبة لإلي شو فلسطين؟

هي شغلة ربيت عليها بس أنا لا شفتها ولا بعرفها

فالمكان يلي أنا ربيت فيو هو اليرموك

فهلأ إذا بتقوليلي: أنو الأقرب لقلبك، المخيم ولا فلسطين؟ بقلك المخيم طبعاً أقرب لقلبي!

يعني لما إمي بتقول بدها ترجع ع اليرموك، بصدقها بدها ترجع ع اليرموك، لإنو فلسطين بالنسبة إلنا

… هو الطريق إلى البيت أجمل من البيت، يعني هي معركة بدنا نخوضها وبدنا حق العودة

بس هادا ما بيعني إنو نحنا ممكن بدنا نعيش هناك

يعني فكرة حق العودة، بس لإنو هو بين قوسين هو حق ونحنا بدنا ناخدو

بس هادا ما بيملي علينا بالضرورة، إنو نحنا ممكن نرجع نعيش هناك

أنا ممكن بدي حق العودة بس ضل عايش بسوريا

لإنو أنا إذا ولدان بهي البلد، وأبوي ولدان بهي البلد

فأنا علاقتي الإنسانية والوجدانية مع سوريا أكبر بكتير مع علاقتي مع فلسطين

يعني، نكون منطقيين بالقصة، ما نكون رومانسيين، وحالمين، وو إلخ

فلسطين بالنسبة إلنا قضية سياسية مرتبطة بحق، بدنا حقنا، بس وين وشو منساوي بعدين؟

ما حدا بيملي علينا، بس بنفس الوقت ما حدا يملي علينا قبل الحق شو يلي لازم نعملو؟

إنو آه أوك، إنتو سوريين ولدتو بسوريا خلص ضلكون، أوكيه

عطيني حق العودة وقلي هي حقك وهادا بيتك بفلسطين

وبعدين أنا بقرر إذا بدي أبقا بسوريا، ولا بدي أروح ع النروج

[صوت من الفيلم.. غناء شباب مخيم اليرموك أثناء صوت اشتباكات]

 

أجمل من البيت

تقول أمي، أريد أن أرجع إلى مخيم اليرموك.. أصدقها، لأن المخيم هو فلسطين "الصغيرة" بالنسبة لنا.
رنا زيد
15 مارس 2022

يقدِّم الفيلم الوثائقي “فِلَسْطِين الصغرى” للمخرج عبد الله الخطيب (2021)، شهادة حيّة وعاطفية عن حصار النظام السوري لمخيم اليرموك، الذي يعدُّ أكبر تجمع للاجئين الفلسطينين في سوريا، وعاصمةً معنوية للشتات الفلسطيني عالمياً، إذ تم تأسيس مخيم اليرموك في عام 1957 فوق مساحة من الأرض تبلغ 2,1 كيلومتر مربع، وتبعد مسافة 8 كيلومترات عن العاصمة السورية دمشق.

كان مخيم اليرموك مسكناً لحوالي 160 ألف لاجئ فلسطينيٍ في بداية الثورة السورية في عام 2011، هم نسيجه الاجتماعي، اختلطوا وعاشوا مع إخوتهم السوريين في المكان ذاته؛ وبقي المخيم تحت الحصار منذ تموز (يوليو) 2013، ما منع دخول أي إمدادات غذائية أو دوائية إلى سكانه، هذا الواقع المزري كان بمثابة نكبةٍ ثانية لسكان المخيم.

يصور الفلسطيني السوري عبد الله الخطيب، في الفيلم، الإنهاك والجوع والقهر على وجوه الفلسطينيين المحاصرين في مخيم اليرموك، عبر لقطات بطيئة لملامحهم، تحيل اللقطات إلى وجوه محفورة في الذاكرة للجيل الأول من الفلسطينيين أثناء خروجهم من فلسطين براً إلى الدول المجاورة، في رحلة الشتات الطويلة.

عاش الخطيب الحصار كشاهد ومصور في آن معاً، غير مدرك إمكانية النجاة لاحقاً، بعد الحصار المستمر إلى نيسان (أبريل) 2015، آنذاك استولت داعش على مساحة واسعة من المخيم. في بداية العام 2021، قُدَّر عدد العائلات التي تعيش في المخيم بعد تدميره وقصفه بالطيران، بحوالي 430 أسرة. يَسْرُد الخطيب رسالة صَوَّتية عن مخيم اليرموك كهوية وقضية سياسية وصدى إنساني لذاكرة من الفرح والحياة رغم الحصار.

ضاعَ المكان -يقول المخرج- مع ضياع ناسه. منذ بداية انتشار السلاح في المخيم، كانت هذه اللحظة مقترنة بضياع المكان، فحتى لو أعيد بناء المخيّم، فهل هناك من عودة للناس الذين قُتِلوا؟ ثم منْ نجا منهم تشتّت فوق شتاته. المكان موجود بناسه الذين شكلوا فلسطين صُغرى، مُنَمنَمة داخل حدود المخيّم.

أمام هذه الأطلال يظهر الفرح كهوية تشد هؤلاء الفلسطينيين السوريين إلى أرضهم، كما يشير الخطيب؛ هم مازالوا متمسكين بحق العودة نحو أرضٍ لا يعرفون لها شكلاً ولا رائحة!

الأصوات في البودكاست من فيلم “فلسطين الصغرى” 90 د. (إنتاج بدايات)، بالإذن من المخرج. الصورة الرئيسية من بوستر الفيلم