fbpx
محمد النعاس
كاتب قاص وصحفي ومحرر ليبي، له مجموعة دم أزرق القصصية (2019)، وشارك في كتاب شمس على نوافذ مغلقة.

السعادة.. بمجرد مرور الوقت

أكتوبر 2017، كنّا ثلاثة، جاء كلٌّ منّا إلى تونس محتمياً من وطنٍ كشّر أنيابه يريد أن يفترسنا، أو هكذا ظننا. أحدنا صوفيٌ قلقٌ كانت كل مسببّات السعادة قد غادرته، يحاول أن ينطق شعراً فلا يأتي بشيء سوى تأوّهات في ليل الغُربة الطويل. الآخر، أنا، جئت غراً -ولا أزال- من سواني...

أخبار “ثائر” عندما تنتهي “الثورة” 

لا ينام "أصيل" أكثر من أربع ساعات في اليوم. يسهر إلى آخر الليل ثم توقظه اتصالات العمّال الذين يشتغلون معه لبناء إحدى الاستراحات في ضواحي طرابلس. كان يبني ليبيع. مع أول اتصال ينهض من الفراش، يتحسس بندقية الكلاشن النائمة بجانبه، واحدة من قطعتيْ سلاح تبقت في حوزته منذ...

تشريح سيارة الإيفكو قبل أن تموت

طرابلس، هانيبال 2008، الشهر الجماهيري لأغسطس، كان موعدي الأول مع الإيفكو، عرض عليّ محمد، ابن عمي الذي يستخدم الحافلة للوصول إلى جامعة الفاتح، أن يرافقني للمحطة في البلدة. قطعنا البساتين المتبقية فيها، مسافة كيلومتريْن، لنصل لها. "أولاً عليك معرفة الإشارات التي...

“نويت التوبة”.. عقدة ذنب اسمها الموسيقى

"جميلة وما ريت كيفك جميلة، واسماك ليلى، وعندي مع الليل قصة طويلة".  هذا مقطع من أغنية مرسكاوي، أول مرة استمتعت فيها للأغنية كنت في السنة الثانية من دراستي الجامعية. بعد أول مرة، أدمنتُ "جميلة" وأدمنتُ الاستماع لمبدعها الفنان إبراهيم الصافي، أحد ركائز فن المرسكاوي. لم...

تاريخ شخصي عن حب الآخرين.. وكراهيتهم أيضاً

كنتُ طفلاً -وهذا أمر عجيب، فهل يولد الناس مثلي أطفالاً؟- وكانت لديْ أحلام غرسها أبي في عقلي، بأن أسافر كما فعل، إلى تونس ومصر وألمانيا وأمريكا وسوريا والجزائر والمغرب وكل البلاد التي وطأتها أقدامه، لكن هذا لم يكن ليحدث إلا بعد سنوات.  عشتُ في ليبيا في حيّ الحومة، في...

العنوان: شارع الطانطا الحمراء.. بالقرب من خمس نخلات وبئر

".. وأنت قادم من الإشارة الضوئية (البيفيو) إلى تاجوراء، ستجد إشارة ضوئية أخرى تتلوها، قد لا تعمل تلك الإشارة نظراً لانقطاع الكهرباء – أو فقط لأنها قررت أن تأخذ قسطاً من الراحة- ولكنك ستراها، انعطف يساراً مع الإشارة لتدخل إلى الطريق المزدوج أو "المزدوجة" كما يسميها...

منازل طرابلس..شرفات ميّتة

حين كنتُ أعمل على شقتي الواقعة في تاجوراء، الضاحية الشرقية لطرابلس، أخبرني أخي بأنّ علي التخلص من شرفتي، أن أبني جداراً واسعاً وأسقط جدار الغرفة الملاصقة لها، ومن ثم أحصل على غرفة أوسع، لم أنصت لكلامه، كنتُ أرى أنّ الشرفة ستكون متنفسي الذي أمضي فيه مسائي بالتدخين،...

ملابس ليبية واحدة.. مجتمع واحد

في طفولتي لم أعرف أحداً لم يُلقب بلقبٍ التصق به، وكنتُ الوحيد بين الجميع الذي التصق به اسمٌ يدل على ملابسه، "شورتات طماطم"، هذا كان لقبي الذي عرفت به في الحي. كنتُ أرتدي شورتاً أحمر فاقعاً مليئاً بثمار الطماطم البيضاء، يصل الشورت إلى منتصف فخذي أخرج به للعب في الشارع...