مشوار في بلد عجيب

حاضر حاضر تفضلي 

يا صباح الخير اسمي محمد عرواني ، أنا صحفي سوري، ولاجئ باسطنبول 

الدنيا خريف وفي شوية برد بس مو معنى هاد الحكي أنه ننسى نسقي النباتات

لاجئ سوري باسطنبول أو لاجئ بأي مكان سوري أو غيره 

لاجئ ..يعني محروم محروم  من بيتك، اهلك، رفقاتك.. حتى من الريحة يلي بتعرفها محروم من ذاكرتك يمكن مشان هيك، بحس انو أكتر شي بيشبهني في هذا العالم، هو النباتات

يمكن لأنو ماعندها جنسية بلاقي المشترك بيني وبينها بطريقة أسهل  

ومشان هيك هي بتستاهل أني اهتم فيها كتير صبّح عليها  كل يوم واسقيها واريحها من الحِمل حمل الأغصان التي يبست، وحمل الزهور يلي خلصت أزهار…

اسطنبول مدينة سحرية وبتحب ناسها كتير

ولو انو  الحياة فيها صعبة،  ومو مضمونة،  لكتير من اللاجئين السوريين  يلي متلي لأن حمايتنا مؤقتة، وما بنعرف متى ستنتهي، ويصير لازم ندور على أرض جديدة

بس خلونا نختبر مدينة اسطنبول، بغض النظر نحنا مين، وأديش مستقرين فيها

من اهم مواصفات المدينة السحرية، أو المدينة  المثالية، انها تلبي لك احتياجاتك

والأكل حاجة أساسية للكل 

 فكيف إذا كان هاد الأكل، فلافل سورية حقيقية، ببلد أجنبي! 

خدمة عظيمة 

بالتركية: الله يعطيك العافية أخي الله يعافيك إلى المتروبوس (ميتروباص)  لو سمحت 

اسطنبول مدينة شاسعة جداً، مساحتها 5,343 km² بـ قارتين اسيا وأوروبا 

مشان هيك المواصلات هي حاجة أكثر من اساسية خاصة لما تقطع مسافة من قارة، إلى قارة ثانية 

المتروبوس كان متل الحلم بمخيلتي، لما كنت عايش بالعاصمة السورية دمشق كنت اتخيل إمكانية وجود مسار خاص بوسائل النقل العامة لحتى ما يعلقوا بالزحمة مسار بيشيه الميترو، بس فوق الأرض 

ويكون مخصص للباص فقط هذا الحلم حقيقة بمدينة اسطنبول بس بيستعملوه تقريباً كل سكان اسطنبول 

ولما يكون عدد سكان المدينة 15.52 مليون نسمة فيكم تتخيلوا هاد الحلم، كيف انطحن بالزحمة 

وأخيراً، أنا بمحطة اسمها “كوتشوك شيك ميجي” هالمكان بيشبه الواحة بقلب الصحراء، وبمعايير مخيلة الطفل، يلي لسا عايشة براسي هو مشوار لبلاد العجائب

 هون طريق سحري يربط  بين بحر مرمرة، وبحيرة صغيرة

 في حولي قوارب صيادين صغيرة وبيوت ريفية مع حديقة فيها خضراوات، وزهور وكلاب حراسة مع انو نحنا لساتنا، بوسط المدينة

وهي خدمة حلوة من اسطنبول لناسها 

يالله باقي خطوتين وبنوصل للبحر

عم اسمع من بعيد صوت آذان العصر، وهو  من مقام الراست، أي، باسطنبول وتركيا عموما لكل آذان مقام

وهي عادة قديمة ترجع لأيام الدولة العثمانية ولليوم في مدارس يتعلم  فيها المؤذنين  15 مقام موسيقي

ولكل مقام تأثير نفسي أو فيكم تقولوا، تأثير روحاني ويختلف بحسب التوقيت

 مقام الصبا بنسمعه بأذان الفجر، لأنه يوحي بالهدوء والامان، والحزن أحياناً لأنه يساعد على الخشوع.

والظهر لازم يتجدد نشاط الناس بيسمعوا الأذان بمقام العشاق، ومعه تتجدد طاقة المدينة، وأسواقها وناسها  

ومع العصر بعد يوم عمل طويل وكثيف يحتاج الإنسان لصوت يطمئن البال، ويستوعب تعب اليوم الطويل مع مقام الرصد أو الرست 

بعدها بنحتاج نسترجع طاقتنا مرة تانية، لانو فترة المغرب قصيرة. ويقال إن  مقام السيكا، يتناسب مع سرعة الغروب. 

أما الليل، يبدأ بصوت مقام، بنعرفه كتير منيح بالدول العربية مقام الحجاز. والحجاز، يناسب هدوء الليل، ويساعد على الاسترخاء والتأمل

 في سبب تاني لتنوع الأذان، رح يعجبكم كتير وهو مساعدة الأشخاص يلي عندهم إعاقة بصرية، حتي يميزوا الأوقات

 بس أنا مابدي اخدعكم، هي المدينة متوحشة وتخنق احلام الفقير، بس ناسها، ناس اسطنبول، هما يلي خلقوا هذا السحر، يلي حاولت اشاركه معكم اليوم