اضطررتُ إلى مغادرة ممشى النيل بعدما أتعبني المشي، لأصطدم بالحضور الكثيف للمتزلجين الشباب الذين يتنقّلون بحرية فوق بلاط الكورنيش الأملس. أجسادهم تتحرّك بخفّة على العجلات، كنوعٍ من مقاومة متطلبات المشي المستمر، وتلبية لرغبة السرعة في المدينة. على كورنيش النيل، وجد الشبان مهربًا للتزحلق، كونه نشاطًا ممنوعًا في الممشى. يمكن رؤية هؤلاء في أيّ زاوية من المدينة. حين كنت أقود سيارتي في شوارع وسط البلد، تفاجأتُ بأحد المتزلّجين يسند جسده على سيارتي، ليضاعف من سرعته، مبديًا الإثارة على سلامته الجسديّة.
من هذه المشاهد اليومية، انطلق في قصة متخيّلة لكنها ليست بعيدة، لأرسم مستقبل مدينة القاهرة، وربّما مستقبل العديد من المدن الأخرى التي بات يستبدل فيها المتزحلقون اليافعون أقدامهم بالعجلات والرولرز. ماذا لو بات المشي حركة بائدة في مدننا العربية التي تتبدّل بسرعة؟