عندما أطفأ الموت أنفاس جدتي لأبي قبل أسبوعين، توقّفت النكات التي بدأت في الظهور في فضاء القرية عن عناد العجوز المئوية التي راوغت الموت لـسبع سنوات.
إحدى عجائز القرية أوصت أحفادها بالزواج من «قرية الـجُبَا»، في ريف تعز، مسقط رأس جدتي، إن أرادوا نساءً يعمّرن طويلًا، بينما ظلّ أحد الرجال يتساءل عن التعويذة التي جعلت النعش الخشبي الأحمر المركون في إحدى زوايا مسجد القرية، والذي يخرج من حين لآخر ناحية هذا البيت أو ذاك، يتفادى بيت جدتي.
«ذا هي ماته هاه (ها هي ماتت)، والناس حمّلوا نفوسهم إثم بلاش»، تقول ريم (59 عامًا)، صغرى بناتها بجفنين منتفخين من أثر البكاء الغزير، لائمةً الأشخاص الذين أطلقوا تلك النكات. بينما تكوّمت كفاية (63 عامًا)، ابنتها الأخرى، على نفسها في زاوية غرفة العزاء الخاصة بالنساء، تمسح دموعها بطرف شالها الأسود وتردّ على المعزّيات بجملة واحدة: «الموت قاهو موت» (الموت هو الموت).
رحلة تأخّرت سبع سنوات
حين بلغني الخبر، تراءت لي طريق العودة المضنية من مدينة تعز على الفور (مركز محافظة تعز)، إلى قريتنا في مديرية سامع، في ريف جنوب شرق المحافظة. في العادة أعود إلى القرية من حين لآخر لأن الأسرة الكبيرة تعيش هناك. الرحلة ليست يسيرة، فلكي أقطعها يجب أن أركب مع أحد سائقي القرية وأنتظر معه معظم النهار وصول العائدين من مدن أخرى لكي نبدأ رحلتنا الصاعدة على طريق نصف معبّدة إلى قريتنا الأكيمة.
كمعظم قرى الريف اليمني، قريتنا معزولة في أعالي الجبال، لا يصلها لوعورة الطريق سوى سبع سيارات متهالكة تقلُّ كل صباح المسافرين من القرية إلى مدينة صغيرة تقع على بعد 15 كيلومترًا، في رحلة تستغرق ساعتين. ينطلقون بعدها نحو المدن الكبيرة للعمل أو الاستشفاء أو الدراسة، ثم تعود مساءً ومعها بضائع لدكاكين القرية ومسافرين عائدين.
رحلة كنت أتوقعها منذ سبع سنوات، خاصة بعد ما تجاوز جدّتي عامها المئة، وبعدما أصيبت في قدمها. ربما لأنّ التوقّع السائد يجزم بأنّ المعمرين هم الأقرب للموت، أو لأن هناك اعتقاد متنام لدينا في القرية بأنّ حياة الواحد أصبحت أقصر من السابق، وهو ما جعل طول عمر المعمر مادّة للتندر. وذلك رغم ارتفاع متوسط العمر المتوقّع عند المولودين في 1960 إلى 2023، أي ما يقارب السبعين، حتى إن الإناث أظهرن متوسط عمر متوقّع أعلى بشكل متزايد، ومعدلات صحة وحياة أفضل مقارنة بالذكور فضلًا عن انخفاض معدلات الوفيات.
خلال العزاء تردّدت العبارة الشائعة جدًا والتي تقال عند وفاة المسنين: «الموت رحمة»، أي أنّ الموت صار خلاصًا للعجوز من آلام المرض والعزلة والاتّكالية على الأهل، ورحمة للأهل من مشقّة الرعاية.
..«الصوف والصبيّة»
في الثالث عشر من رمضان، عام 2018، أرادت جدتي، على غفلةٍ من الأسرة، أن تتناول كوب الماء من فوق الدولاب الصغير على يمين باب غرفتها بعدما انتهت من تناول الإفطار، لكنها بطريقة ما تعثّرت وانكسر عظم فخذها الأيمن.
رفضت جدّتي حتى مجرّد الإبقاء على الجبيرة التي وضعها لها خبير مشهور في الطب الشعبي في المدينة القريبة، وكان من السهل التخمين أنّها لن تنهض من جديد، وأنها ستحتاج إلى مستوى أكبر من العناية الأسرية في هذا الفصل الأخير والأليم من حياتها.
رغم المشقة البادية في هذه المهمة، لم يحتج الأمر لنقاشٍ على مستوى أبناء وبنات جدتي الثمانية. حُسم القرار بسرعة كبيرة: كفاية وريم ستتوليان هذه المهمة. الأولى لأن زوجها ميّت منذ سنوات، والثانية لأن زوجها مغترب في المدينة ولا يعود إلا في المناسبات الدينية والاجتماعية. طبقاً للعُرف عندنا، تنسب مسؤولية رعاية المسنّين إلى بناتهم في المقام الأول، ويقع النصيب الأكبر على اللواتي لديهن فائض جهد لا يشغله أزواجهن ومصالحهم.
المفارقة أنّ هذه البداهة في إلقاء الجزء الأعظم من رعاية كبار السنّ من الآباء على عاتق البنات في اليمن تتعارض بشدة مع ثقافة شعبية مشحونة بأقوال تعتبرهن استثمارًا خاسرًا للوالدين. يقول المثل الشعبي: «أخس (أسوأ) خبيّة: الصوف والصبية»، أي أن البنت لا يُعتمد عليها في نوائب الدهر مثلها مثل الصوف المعروف بصعوبة اكتنازه لوقت الحاجة لسرعة تلفه.
تدفع البنت ثمن المعركة الاقتصادية بين أبيها وزوجها، غير أن الطرفين مع الوقت توصّلا ضمنًا إلى تسوية لنزاعهما من خلال حرمان المرأة من الميراث، كما هو حال الكثير من مناطق اليمن
ربما لأن «البنت تنتزع مقادير من أرض أبيها بعد وفاته إلى ملكية زوجها وبنيها رغمًا عن إخوتها»، هكذا افترض الشاعر اليمني عبدالله البردوني في كتابه «فنون الأدب الشعبي». تدفع البنت ثمن المعركة الاقتصادية بين أبيها وزوجها، غير أن الطرفين مع الوقت توصّلا ضمنًا إلى تسوية لنزاعهما من خلال حرمان المرأة من الميراث، كما هو حال الكثير من مناطق اليمن.
لا توجد إحصائيات رسمية وحديثة حول ظاهرة حرمان المرأة من الميراث في اليمن، خصوصًا في الريف حيث الأراضي بشكل شبه كامل غير موثّقة رسميًا، مع ذلك تقدّر العديد من الدراسات المستقلة أن نصف النساء اليمنيات على الأقلّ لا يحصلن على نصيبهن القانوني من الميراث.
لم يصل جدتي شيئًا من أملاك أبيها بعد موته، وعندما مات زوجها قبل 60 سنة، ترك لها الكثير من الأفواه الجائعة، والقليل جدًا من مساحة الأراضي. حاليًا يوجد تحت سرير جدتي شنطة معدنية هي كلّ ما كانت تملكه فعلًا. لا تزال الشنطة مغلقة منذ موتها ولا تعرف أيّ من ابنتيها مكان مفتاح القفل. صحيح أن صحّة جدّتي كانت تخص كفاية وريم، لكن شنطتها لا!
شيخوخة جدّتي التي حجبت عمر ابنتيها
في البداية تقاسمت الأختان مسؤولية أمّهما على قاعدة يومية؛ نهارًا تتولى كفاية رعاية الأم وليلًا ريم، أو العكس. وبعد مدة، بدا لهما أنه من الأنسب تمديد نوبة الواحدة إلى أسبوع، ولاحقًا استقرّ بهما الحال على الإقامة عند الأم شهرًا بشهر. أجريت هذه التغييرات استجابةً لتدهور صحة البنتين، وتلاشي قدرتهما بالتدريج على التنقّل بين منزلين، والأصعب من ذلك التنقّل بين سلسلة من الأدوار الاجتماعية المرهقة هنا وهناك.
من أهم وأثقل الأدوار التي تؤديها نساء قريتنا العمل الزراعي، رغم التوسع العمراني وتقلص الأراضي الزراعية وانتشار مزارع القات وتغيرات المناخ. لا خبرة للنساء بزراعة شجر القات ورعايته، ولديهن نوع من العداء إزاءه لأن لا نصيب لهن أو لماشيتهن من أعلافها، على عكس الذرة والشعير والبطاطا.
غزت الشيخوخة ريم من ركبتيها، أما كفاية فخضعت لعملية جراحية لسحب المياه البيضاء من عينها اليسرى في أحد مشافي مدينة جبلة
خلال نوبتها الشهرية، كانت كفاية تغافل أمها كلّما استطاعت وتذهب لتطمئن على أولادها ومزروعاتها وماشيتها بشكل سريع ثم تعود. في أحد الأيام، عادت من جولة خاطفة لتتفاجأ بفراش أمها فارغًا. تجمّدت في مكانها من الذهول، وتحجّر الصراخ في حلقها. وبعد قليل سمعت حشرجة قادمة من تحت السرير، فانحنت وأزاحت جانب الملاءة لتجد أمها مضطجعة هناك في الظلمة وهي ترتجف بشدة. بعد تلك الحادثة أيقنت كفاية أن عليها أن تضحي نهائيًا بعملها الزراعي.
كانت شيخوخة جدّتي تحجب عن الأذهان تقدّم ابنتيها في العمر وحاجتهما إلى الرعاية. خلال العام الماضي أخذت الشيخوخة تغزو ريم من ركبتيها، حتى غدا من العسير عليها الصعود إلى سرير أمها كلّما دعت الحاجة، أما كفاية فخضعت منذ سنتين لعملية جراحية لسحب المياه البيضاء من عينها اليسرى في أحد مشافي مدينة جبلة، بين محافظتي تعز وإب.
بقايا مسحوق عشبي
أسفل قريتنا توجد وحدة صحية أنشأتها الدولة عام 2006، لتغطّي خمسة قرى إضافية في الجوار. كان ذلك حدثًا تاريخيًا، لولا أنّ المستوصف ظلّ خلال السنوات العشر التالية مغلقًا بسبب عدم توفّر فريق طبي. الآن يتواجد مساعد طبيب ومخبري، وصيدلية يمكن جمع كلّ محتوياتها في صندوق واحد. وغالبًا ما يقصدها كهول القرية لقياس الضغط، أما الأدوية الدورية لأمراض الشيخوخة فعليهم انتظارها لأيام وأسابيع حتى تصل من المدينة البعيدة.
في أحد الأدراج العلوية للدولاب الصغير في غرفة جدتي تتناثر مجموعة متنوعة من الأقراص المسكّنة كانت تستخدمها لتهدئة الآلام عند الضرورة، وفي قاع الدرج ينتشر نثار حائل الخضرة هو بقايا مسحوق عشبي كانت كفاية تعطيه لأمها لتهدئة وجع الكلى، بناءً على توصية جارتها الخبيرة في الطب الشعبي.
لم يتراجع الطلب على الطب الشعبي في القرية حتى مع تشغيل الوحدة الصحية. هناك عدد من النساء المشهود لهن بالخبرة في هذه الصنعة، إلا أن تحضير الوصفات العشبية يحدث تقريبًا في كل البيوت بدرجة أو بأخرى. وبخلاف ذلك، هناك امرأة واحدة خبيرة في تجبير كسور عظام الأطراف، يخشى الأهالي من الفراغ الذي ستتركه في ظلّ اقترابها من سن العجز.
معاشات الضمان لبناء الولاء السياسي
«جدتي كان معها ضمان اجتماعي؟»، سألتُ ريم، فأدارت عينيها وكأنها تصطاد ذكرى بعيدة، ثم قالت وهي تقطع الكلمات «إلا، أذكر كانوا سجلوا امّي بالضمان، لكن بعدين قالوا إنه الاسم سقط».
للتخفيف من تداعيات رفع الدعم الحكومي عن السلع الأساسية والزيادة في أسعار الخدمات التي تقدمها الدولة، أطلق نظام عبد الله صالح شبكة الحماية الاجتماعية في عام 1996، ومن ضمنها «صندوق الرعاية الاجتماعية». كان لا بد من هذه الإجراءات لإتمام برنامج «إصلاح اقتصادي ومالي وإداري»، قدّمته المؤسّسات المالية الدولية كشرطٍ للاستجابة لطلب اليمن بإعادة جدولة ديونه، ومنحه بعض القروض والمنح في ظل الأزمة الاقتصادية التي نتجت عن سلسلة من الاضطرابات، أبرزها طرد المغتربين اليمنيين من السعودية خلال حرب الخليج ، وكذلك الحرب الأهلية اليمنية التي اندلعت عام 1994.
تلاشى مع الوقت تأثير الوصم الاجتماعي للمستفيدين من صندوق الرعاية، وضغط الفقر على الناس بشكل أكبر مع أزمة الغذاء فتحولت مواسم التسجيل السنوي إلى فترات مشحونة بالمنافسة على المعونات
كان كبار السن من بين الفئات المستهدفة بالمعونات «العينية والنقدية» التي يقدّمها الصندوق. يستذكر عبدالحكيم قائد، وهو مدرس وناشط اجتماعي في القرية، بدايات نشاط الصندوق، وقدوم الباحثين الميدانيين التابعين لوزارة الشؤون الاجتماعية إلى القرية من أجل تقييم وتسجيل الحالات المستحقة للمساعدة، فيقول ضاحكًا: «بالبداية كنا ما نقدرش نوفر حتى خمس حالات للباحث بالسنة، وبعدين رجعوا بعض الناس يجيبو رشوات للباحث على شان يسجلهم».
وقتها كان الناس يخشون من وصم المسنّين المستفيدين بأنهم فقراء وعالة على الدولة، وبأنّ أبنائهم عصاة ومقصّرون في رعاية آبائهم، ما تسبب في إحجام الكثير من المسنّين وأسرهم عن التقديم للاستفادة من المعونة المالية في البداية. فضلًا عن أن مقدار المعونة الضئيل أشعر المستحقّين أنّها صدقة، وإن كان مصدرها الدولة، فحتى سنة 2009، لم يتجاوز الحدّ الأقصى للمعونة 30 دولارًا كل ثلاثة أشهر، وقد ضاعفتها الحكومة بعد ذلك إلى 20 دولار شهريًا لكل حالة، استجابةً لأزمة الغذاء العالمية في تلك الفترة.
تلاشى مع الوقت تأثير الوصم الاجتماعي للمستفيدين، وضغط الفقر على الناس بشكل أكبر مع أزمة الغذاء فتحولت مواسم التسجيل السنوي إلى فترات مشحونة بالمنافسة على المعونات. تنامت سلطة موظف الصندوق، وأصبحت فترة اليومين أو الثلاثة التي يقضيها في منزل عمدة القرية مشغولة ومربحة جدًا من خلال رشاوى المتقدمين. على المستوى الرسمي الأوسع، استغل نظام صالح معاشات الضمان كوسيلة لبناء الولاءات السياسية وقت الانتخابات في الأوساط المسحوقة، ساعدته في ذلك النظرة السائدة للمعونة كعطية مجانية من الحكومة، وليست كحق من حقوق المواطنة، ولا مقابل نقدي نظير رفع الدعم الحكومي عن السلع والخدمات.
المحاولة الوحيدة والفاشلة لجدتي للحصول على المعونة حدثت بين عامي 2006 و2010 (لا أحد من أبنائها يتذكر التوقيت الدقيق)، أمّا ملف التقديم خاصتها فكان مؤلّفًا من مستند واحد، هو بطاقتها الانتخابية، لأن جدتي، كحال معظم نساء الريف اليمني، لم تمتلك هوية شخصية، ولا أي وثيقة رسمية أخرى.
معونات بالدولار
عام 2011، سقط نظام صالح بثورة شعبية، وثبت فشل الرهان على الزيادة في معونة الرعاية كمقابل لرفع الدعم الحكومي عن السلع الأساسية. لكن ذلك لم يمنع الحكومة الانتقالية عام 2014، من المراهنة على نفس الورقة عندما ذهبت لرفع الدعم عن الوقود، وقرّرت إضافة ربع مليون مستفيد إلى قائمة صندوق الرعاية، وزيادة مبلغ المعونة النقدية بنسبة 50%. أخفق هذا الرهان من جديد، واستغل الحوثيون سخط الناس ووضعوا أيديهم على صنعاء.
سيطر الحوثيون على أرصدة معظم صناديق الحماية الاجتماعية، ومن ضمنها صندوق الرعاية، فتوقّفت المعونات لعدة سنوات، وفي عام 2017، استفادت «اليونيسف» من قاعدة بيانات الصندوق لتنفيذ برنامج «الحوالات النقدية غير المشروطة»، بتمويلٍ من البنك الدولي. ولأنّ العملة اليمنية شهدت تدهورًا كبيرًا خلال سنوات الحرب مع حدوث انقسام اقتصادي بين الحكومة والحوثيين، اعتمدت المنظمة الأممية الدولار بدل الريال اليمني لكي تحافظ على القيمة المالية للمعونة بمتوسط 30 دولار كل ثلاثة أشهر. ورغم هذه التغييرات، لا يزال المستفيدون يطلقون على المعونات التي تصلهم «معاشات الضمان الاجتماعي»، ربما لأن هذه التسمية، بمضمونها الوطني، أكثر صونًا للكرامة.
عصا وهمية
التردي الذهني لجدتي واضطراب ذاكرتها تفاقم خلال الأعوام الثلاثة الماضية. أخذت تعود إلى فترات حياتها المبكرة وتنحبس هناك لأوقات طويلة، وبالتالي لم تكن تعي وضعها الصحي، فيصعب إقناعها بالبقاء في فراشها.
شكّل ذلك ضغطًا رهيبًا على أعصاب ابنتيها، خصوصًا في ذروة حاجتهما للنوم ليلًا. في هذه المواقف، كان يسيطر على عمتيّ يأسٌ كامل، فتصدر عنهما دعوة ساخطة من قبيل «الله يشلني من دجاهِك» (الله يأخذني من حياتك).
في العادة، عندما يعاند المرأة في قريتنا طفلها، ستدعو عليه مباشرةً، لكن عندما يكون أحد والديها هو مصدر العناد فليس لديها إلا أن تدعو على نفسها.
كانت جدتي تقضي ساعات فوق سريرها تلوّح بعصا وهمية على ماشية صوّرها لها خرَفُها، أو تحصد سيقان الذرة بنشوة غامرة وهي تخاطب شقيقات لها مضى على موتهن عقود، وكلما التفتت حولها ورأت كفاية أو ريم بجوارها كانت تنادي «أمّاه».
في الواقع، لم تخطئ جدتي فقد كانت في سنواتها السبع الأخيرة طفلةً لابنتيها، اللتين كلما ذُكِرت أمامهما انتابتهما غصة الفقد أمام الفراغ الذي خلّفه رحيلها.
* تم كتابة هذا النص ضمن فترة التدريب والدراسة الخاصة بـ «الأكاديمية البديلة للصحافة العربية».


















