الآن في الفاشر، تمشي بخيتة (8 سنوات) وسط الركام حافية، تفتش بين الحجارة عن أثر لأمها، التي فقدت أثرها قبل أيام مع صوت قصف مخيف.
تبحث بخيتة عن رائحة ثوب أمها، عن صوتها الذي يقول لها كل صباح: “قومي يا بتّي، الشمس طلعت”.
غير أن الشمس التي كانت تشرق عليهم، صارت تغيب وسط دخان وصوت انفجارات لا ينقطع.
بخيتة الآن لا تبكي، ربما لأن الدموع نفدت من كثرة الخوف. وجهها صغير متسخ، لكن في عينيها نظرة وجع لا يمكن وصفها.
الخلفية التي تمشي أمامها بخيتة :
– أعلنت قوات الدعم السريع يوم الأحد 26 أكتوبر سيطرتها على مدينة الفاشر عاصمة إقليم دارفور، بعد حصار دام 18 شهرًا.
– حكومة إقليم دارفور أعلنت عن مقتل أكثر من 2000 شخص خلال الأيام الأولى للسيطرة، بينما لا يمكن الوصول للإحصائية الكاملة لأعداد القتلى بسبب انقطاع الاتصالات وحالة الفوضى التي تضرب المدينة.
– الأمم المتحدة قالت أن أكثر من 65 ألف شخص فرّوا من المدينة منذ يوم الاقتحام، لكن عشرات الآلاف ما زالوا عالقين هناك، في حين كانت المدينة تؤوي نحو 260 ألف نسمة قبل الهجوم الأخير.
– الأمر الوحيد المؤكد.. أن هناك دماء تسيل في الفاشر.. دماء كثيرة جدًا.