fbpx
المصدر: صفحة نادي تشرين (فيسبوك)

انسحاب مؤقت من رابطة المشجعين

لم أعد كما كنت واحداً من جمهور نادي تشرين.. ولا أعلم إن كنت سأعود إليه لو تغيرت الأحوال في دمشق.
ــــــــ البيت

ابتعدتُ عن متابعة كرة القدم في سوريا سنواتٍ طويلة، إلى أن قادني إليها رابط عشوائي ظهر أمامي من بطولة الدّوري السوري الممتاز. فتحتُ الرابط كأيّ شخص غريب يريد أن يكتشف ما لا يعرف، وكان يتحدث عن تتويج نادي تشرين بكأس البطولة.

بالرغم من انتشار وباء كورونا في سوريا، كان هناك مئات -وربما آلاف- المشجعين دخلوا عنوةً إلى أرض الملعب يحملون أعلام الفريق، فيما كان المعلّق الرياضي يتحدث -بصوتِ مريضٍ يحتضر- عن فوز فريق تشرين بهدف نظيف على فريق الكرامة، واحد- صفر. 

ثمّ تلت المباراة مقابلة مع سيدة طاعنة في السن تنتظر منذ 23 عاماً تحقيق هذا الحلم. يسألها مراسل صحفي عن شعورها فتقول: “ما في أحلى من جمهورنا ولعيبتنا ونادينا”. 

كنت أشاهد الفيديو وأسأل نفسي: ترى أيّ طعم لهذا الفوز اليوم، وما شأني أنا بالّلاعبين والجمهور ونظافة الهدف؟ 

لقد كنت مثل هذه السيدة قبل سنوات طويلة -واحداً من جمهور نادي تشرين- أهلّل بانتصارات فريقي المفضّل وأحمل علمه ذا اللّونين الأصفر والأحمر، لكن ليس اليوم، بعد أن طويت العلم وأخفيته في أحد الأدراج، وبعد أن سجّلتُ هرباً من هذا النادي لا أعرف متى سيكون لي عودة عنه..

أوّل مباراة 

كنتُ في الصّف الثامن الإعدادي، وكان منتخب سوريا لكرة القدم في تلك الحقبة مدجّجاً بالنّجوم.. كان فريق الثمانينيات هذا يوصف بأنه أفضل فريق مرّ على منتخب البلاد وكان قريباً من أن يتأهّل للمرة الأولى في تاريخه إلى كأس العالم في المكسيك 1986. 

ويبدو أن نجم المنتخب الأشهر في حينها عبد القادر كردغلي الملقّب بملك الكرة السوريّة كان مؤهّلاً ليكون رمزاً لمراهق صغير مثلي يبحث عن مثل أعلى ولو في الرياضة، في مجتمع قُتِلت فيه الحياة السّياسية والثّقافية. فقد حقّق لاعبي المفضّل في ذلك الوقت شعبيّة تجاوزت حدود البلد وانتشرت سمعته الكرويّة عربياً وآسيوياً بعد تألُّقه في كأس آسيا الذي أُقيم في سنغافورة عام 1984.

ولأنَّ الكردغلي كان ينتمي إلى نادي تشرين اللاذقيّ، وكنتُ أقيمُ في مسقط رأسي اللّاذقيّة في تلكَ المرحلة، شجعتُ آليّاً هذا النّادي. 

كان يكفي وجود الكردغلي في نادٍ أو منتخب ليحضر القسم الأكبر من الجمهور، وفعلاً كانت أول مباراة أحضرها في مدرجات الملعب البلدي في اللاذقية (اسمه الرسمي ملعب الباسل) مباراة لفريقي تشرين وجبلة في نطاق الدوري السوري موسم 1987 _ 1988، وانتهت بفوز تشرين بهدفين لهدف. وكان الفريقان يضمّان معظم نجوم المنتخب الوطني آنذاك كوليد أبو السلّ وجورج خوري وعمّار حبيب ويوسف هولا في تشرين، وحارس مرمى جبلة الشهير مالك شكّوحي.

انسحاب مؤقت من رابطة المشجعين

منتخب سوريا في الدورة العربية 1985. المصدر: صفحة الكابتن نزار محروس (فيسبوك)

كرة قدم مؤدلجة

ثمة مقتضيات لانتماء المشجِّع إلى ناديه، اولها تأصيل هذا النّادي وتتبّع جذوره في المدينة والحارات وبين المُشجعين، واختراع شجرة نسبٍ له حتى ولو لم تكن موجودة، فما بالك بنادٍ تسهل معرفة ماضيه؟

يوجدُ في اللاّذقيّة إلى جانب نادي تشرين نادي حطِّين المُنافس اللَّدود له على عرش الرِّياضة، ولا سيما كرة القدم. ولا تخلو جلسة من جلسات المُشجعين في أحياء اللاّذقيّة، وبوجهٍ خاصّ قبل كلّ مُبارة (ديربي) بين تشرين وحطّين من تنافس حولَ من هو النّادي الأكثَر أصالة في المدينة، وهذا ينتقلُ إلى منافسة شرِسة في إظهار طقوس التّجمّعات ومواكب السيّارات وتزيين الحارات والشرفات بأعلام الناديين وراياتهما وصور لاعبي الفريقين.

لقد كنت قبل سنوات طويلة -واحداً من جمهور نادي تشرين- أهلّل بانتصارات فريقي المفضّل وأحمل علمه ذا اللّونين الأصفر والأحمر، لكن ليس اليوم، بعد أن طويت العلم وأخفيته في أحد الأدراج، وبعد أن سجّلتُ هرباً من هذا النادي لا أعرف متى سيكون لي عودة عنه..

يظنّ البعض أنّ أندية سوريا هي ابنة العام 1977، حين تمّ آخر دمج للأندية الصَّغيرة في المدن والبلدات، وأُطلقتْ عليها أسماؤها المنسجمة مع مرحلة “النّضال” أو “الصّراع” التي كانت تدَّعيها السُّلطة في تلكَ المرحلة، ولهذا لم تنجُ تلكَ الأسماء من الإسقاطات الأيديولوجيّة. 

فنادي تشرين هو رمز للتشرينَين: 16 تشرين الثاني (نوفمبر) أي ما دُعيَ بالحركة التَّصحيحيّة يوم استلام حافظ الأسد -وزير الدفاع آنذاك- للحكم في سوريا، وحرب 6 تشرين الأول (اكتوبر) في عام 1973. أما نادي حطِّين فهو رمز لمعركة حطِّين الشَّهيرة التي قادها صلاح الدِّين الأيّوبي وتحرَّرت إثرَها القدس.

لكنّ العارفين بالأمور يُدركون أنّ نادي تشرين هو أقدم من هذا الرّداء الأيديولوجي، فهو نتاج سلسلة اندماجات بين الأندية، ويعود تأسيس هذا النادي إلى العام 1946 تحت اسم نادي الجلاء؛ أي إنّ جذوره الأصليّة تعود إلى حقبة الاستقلال وحُلم بناء دولة عصريّة في سوريا. 

فقد اجتمع عدد كبير من الإداريّين واللّاعبين في منزل اللاعب عبد الله عيسى، وأسسوا نادي الجلاء الذي كان أول مقر له في بيت “المرعش” خلف مدرسة جول جمّال (مدرسة تجهيز البنين) الشهيرة في اللاذقيّة. 

ثمّ في العام 1971 اندمجت ثلاثة أندية هي الجلاء والحرية واللّواء تحت اسم نادي القادسيّة، وتمّ دمج أندية اللاذقية والعربي اللاذقي والوثبة اللاذقي تحت اسم نادي النهضة، ليتم أخيراً دمج ناديي القادسيّة والنهضة في العام 1977 تحت اسم نادي تشرين.

انسحاب مؤقت من رابطة المشجعين

افتتاح دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط في اللاذقية 1987. المصدر: يوتيوب

“فريق السّلطة”

لأنَّ لكلٍّ من اسمه نصيباً، فقد صار يُنظر تلقائيّاً، ولا سيما من قبَل أبناء المحافظات الأخرى، إلى أنّ نادي تشرين هو نادي السلطة، ونادي حطّين هو نادي أهل اللاّذقيّة. 

وبمعنى أكثر تهافتاً نُظِر إلى نادي تشرين على أنه نادي العلويين، وإلى نادي حطّين على أنه نادي السُّنة. فحطّين معركة السُّنَّة، وتشرين معركة العلويِّين، بتأويل ظاهريّ مباشر لدلالة السُّلطة التي تحكم في كل عصر. 

لكنَّ أبناء اللاّذقيّة، والمطلعين على الأمور يدركون أنَّ هذا التقسيم غير دقيق، فالنّاديان يضمّان في إدارتيهما وقواعدهما ولاعبيهما وجمهورهما طيفاً متنوّعاً من السُّنّة والعلويّين والمسيحيّين وغيرهم. 

العارفون بالأمور يُدركون أنّ نادي تشرين هو أقدم من هذا الرّداء الأيديولوجي، فهو نتاج سلسلة اندماجات بين الأندية، ويعود تأسيس هذا النادي إلى العام 1946 تحت اسم نادي الجلاء؛ أي إنّ جذوره الأصليّة تعود إلى حقبة الاستقلال وحُلم بناء دولة عصريّة في سوريا. 

لكنّ العامل الأكثر حسماً في تنميط صورة نادي تشرين كان تشجيع فوّاز الأسد (ابن شقيق حافظ الأسد) لنادي تشرين، ودعمه لهُ بالأموال، وتوفير الغطاء والحماية له، ثمَّ إطلاق لقب “الرئيس الفخري” للنّادي عليه، وهذا الأمر عمَّم صورة نادي السُّلطة، وبدأَتْ التُّهَم تُكال من قبل مشجعي الأندية الأُخرى إلى نادٍ يملك الواسِطة في أي فوز يحققه. 

لكنَّ لأبناء النادي مظلوميتَهُم عبر سردية أخرى تقول: إنّ الحُكّام _خلال الثَّمانينيّات والتِّسعينيّات_ كانوا يظلمون الفريق في مباريات كثيرة، لأنَّهُم يأتونَ مُحمَّلين بالحقد المُسَبَّق عليه، وبالتَّعليمات الصّارمة من الاتحاد الرياضي الذي كان يحابي الأندية الكبرى في دمشق وحلب على حساب نادي تشرين. 

ويدلّل أبناء النّادي على صحّة هذه السّرديّة بكثرة أحداث الشّغب في ملعب اللاذقية أثناء مباريات النّادي، والتي كانت تحدث اعتراضاً على الظُّلم التّحكيمي المتكرّر والمقصود والمُستفزّ، كما يقولون، وتنتهي في معظم السّنوات بعقوبات صارمة على الفريق، بدءاً بحذف النِّقاط، ومروراً بنقل مباريات له خارج معقله وبلا جمهور، وانتهاءً بمنع إمكانيّة منافسته على لقب بطولة الدّوري.

في قلب النّادي.. ثُمَّ الهرب

في مراهقتي سجَّلتُ في تمارين أشبال النّادي، وكنتُ أقول: أُريدُ أن أُصبِحَ قلبَ دفاع شهير عربيّاً مثل المُبدع قلب دفاع تشرين عمّار حبيب، لكنَّ أحلامي الكروية لم تكن واقعيّة، وسرعان ما اكتشفت بعدي عن هذا الحلم الجميل. 

وبعد نيل الفريق بطولة الدَّوري في العام 1997، حدث استقطاب كبير لقاعدته، وعملتُ موسماً كاملاً في رابطة المشجّعين، لأنتقَلَ في العام التّالي 1998 إلى اللَّجنة الإعلاميّة، فكتبتُ عدداً كبيراً من المقالات والزَّوايا في النَّشرة الدَّوريّة للنّادي، بالتَّوازي مع شُهرتي الكبيرة بينَ جُمهور الرِّياضة السّوريّ، في ذلك الوقت، التي نشأت بفعل نشري في جريدة الاتّحاد الرِّياضي التي كان يُوزّعُ منها مئتي ألف نسخة كلّ يوم سبت. 

في ذلكَ الوقت كنتُ في مرحلتي الجامعيّة الأُولى في قسم اللُّغة العربيّة في جامعة تشرين (نعم اسمها تشرين أيضاً!)، وكنتُ أرى أنّ الكتابة في مجال الرِّياضة يُمكنُ أنْ تتقاطع مع الكتابة في مجال الأدب والنَّقد الأدبيّ، وكانَ سحر كُرة القدم مُهيمِناً على شبابٍ كثيرين، إلى حدّ أنَّنا كُنّا نُفرِّطُ أحياناً بمواعيدَ غراميّة لمصلحة حضور مُباراة لنادينا. 

واستمرَّ الأمر على هذا النَّحو إلى أنْ اتّصل بي أحد أعضاء مجلس إدارة النّادي، وطلب أن يُقابلَني، وفعلاً التقيتُهُ في سيّارتِهِ، وأخذ يدور في شوارع اللاذقية الجميلة، وهو يثرثر ويكيل المدائح لي، وعرفتُ أنّه يحاول أن يكسبَ ودّي لأكون في صفِّه في صراعات النّفوذ داخل النّادي، وكان الأمر قابلاً للاحتمال إلى هذا الحدّ إلى أن قال لي: 

احزر مع من كنتُ ساهراً البارحة؟

مع من؟ 

– مع “الدكتور” فوّاز الأسد.. أخبرته عنك،  وقلت له، سأُعرّفك على صحفي مبدع يستطيع أن يكتب جريدةً وحده، وقال إنه ينتظرك. 

كانت هذهِ لحظة حاسِمة بكُلّ معنى الكلمة، وعرفتُ أنَّني لن أستطيع الإكمال، وأنَّني لا أقدر على التَّزلُّم لأحد، ولا سيما هذا الشَّخص، فابتعدت عن النادي من فوري، ولم أعد أردّ على الاتِّصالات. 

وكنت قد كتبت وحدي ثمانين بالمئة من آخر نشرة إعلاميّة اشتركتُ فيها في النّادي، ونالت شهرة جيِّدة، لا بل تعمَّق حضوري وشهرتي في جريدة الاتّحاد، ونُشِرت لي مادة كبيرة في الصفحة الثالثة منها إلى جانب مادة لرئيس الاتّحاد الرّياضي العام في ذلك الحين، لأتوَّقف نهائيّاً عن الكتابة فيها أيضاً. 

وهكذا، تمَّ اقتحام ما بدا بيتي الرِّياضيّ، وطُرِدتُ منه على نحْوٍ غير مُباشَر، مع تحسُّر الكثير من الأصدقاء على تفريطي بما أنجزتُهُ في ذلك العُمر الصَّغير، وأحدُ هؤلاء الأصدقاء بدَأَ بعدي في الكتابة الرِّياضيّة، وصارَ فيما بعد صحفيّاً رياضيّاً في إحدى الجرائد الكبيرة في الإمارات، لكنَّني أقنعْتُ نفسي بضرورة التَّفرُّغ للدِّراسة والأدب والنَّقد، ونسيان الرِّياضة إلى الأبد.

انسحاب مؤقت من رابطة المشجعين

المصدر: صفحة نادي تشرين (فيسبوك)

كأي غريب..

حدثتْ فَجْوة نفسيّة بيني وبينَ فريقي تشرين خلال مُرور عشرين سنة، كنتُ أُتابِعُهُ فيها مُتابعةً مُتقطِّعة مرهونةً بالمُصادَفات التّلفزيونيّة، وربَّما كانَ الانشغالُ بالدِّراسة وإنجاز بحثَي الماجستير والدُّكتوراه والعمَل في الجامعة عواملَ رئيسة في ذلك.

لكنّ الجفاء تجاه النّادي كان قد تسرّب إليّ بقوّة خلال الثورة السورية وعبر عشر سنوات، حيث كانت أخبار الانتفاضة والحرب تبتلع معظَم وقتي، وكان مزاجي رافضاً الاعتراف بأيّ نشاطٍ أو فعالية تُقام تحت رعاية السُّلطة وتستثمرُها لمصلحتِها في بلد مزَّقته الحرب، ولا يمكن أصلاً فصل الرياضة فيه عن السّياسة كما يتوهّم البعض، فضلاً عن اهتمامي في السَّنوات الأخيرة بتشجيع نادي ليفربول وصعود نجم اللاّعب محمد صلاح، إلى أن فوجئتُ منذ أسابيع قليلة وأنا أقلّب في روابط اليوتيوب برابط يحتفي بفوز نادي تشرين ببطولة الدَّوري للمرة الثالثة في تاريخه عام 2020.

بدتْ لي الملاعب أكثر تخلُّفاً وشبهاً بالعصور الحجريّة، حيث المدرّجات الإسمنتيّة المفتقدة للكراسي، وحيثُ الأرضيّات العُشبيّة الكالحة والمُترَبة، وحيثُ النَّقل التِّلفزيونيّ البدائيّ، وحيثُ التَّعليق الرِّياضيّ المُفتقد للثَّقافة والاحتراف والتَّشويق. 

فتحتُ هذا الرّابط كأني غريب: شاهدتُ لاعبين جدد لا أعرف وجوههم ولا مراكزهم ولا أسماءهم، باستثناء المُدافِع خالد كردغلي ابن عبد القادر.. شاهدت مدرَّجات الملعب البلديّ في اللاذقية الذي لطالما احتضَنني وحمّلني ذكريات جميلة ومؤلمة.. شاهدت أجيالاً جديدة من المشجعين ومن (الألتراس) المجنون والمُندفِع.. أجيالٌ تبحث عن هُوِيّة مفقودة، ومثلما كنتُ أنا منذ سنوات بعيدة، تودُّ أن تجد في الرياضة متنفساً ما دام الفضاء العامّ مغلقاً، وما دام هؤلاء المراهقون والشَّباب الصِّغار لا يعرفون _على الأرجح_ ما حدث وما يحدث على بعد كيلو مترات قليلة منهم، في بلدهم الجريح. 

بدتْ لي الملاعب أكثر تخلُّفاً وشبهاً بالعصور الحجريّة، حيث المدرّجات الإسمنتيّة المفتقدة للكراسي، وحيثُ الأرضيّات العُشبيّة الكالحة والمُترَبة، وحيثُ النَّقل التِّلفزيونيّ البدائيّ، وحيثُ التَّعليق الرِّياضيّ المُفتقد للثَّقافة والاحتراف والتَّشويق. 

تُرى لو كانت قد تغيّرت السُّلطة في دمشق، هل كنتُ سأستعيد انتمائي إلى ناديّ وأفرح مجدداً بفوزه بلقب؟ وإذا حدث ذلك بالفعل، هل سيُمنَحُ النادي اسماً جديداً غير مؤدلجٍ؟ أم أنه سيعود إلى أحد أسمائه القديمة المعتَّم عليها كـ القادسية مثلاً أو يُسمَّى باسمه المنسيّ الأقدم: الجّلاء، ليكونَ اسماً مُتجدِّداً لاستقلالٍ حقيقي أبحث أنا وغيري عنه؟