fbpx

البيت

ترانزيت مستمر

أفكر كثيرًا أن التوقيت المناسب لبدء الحكاية، هو صيف 1990، وستبدأ من الكويت، عمري ساعتها 11 سنة، جئتُ مع أهلي إلى مصر لقضاء إجازة الصيف، ثم غزا العراقُ الكويت، وبالتالي استحالت عودتنا مرة أخرى، فاستقرت الأسرة كلها في القاهرة . في مارس 1991 بعد التحرير عاد أبي وحده...

شجرة.. أوراق.. حكايات.. محاولات لرؤية الوطن من بعيد

يحمل كل مهاجر صور عن موطنه الأول، صور معنوية تعززها في كثير من الأحيان تفاصيل مادية، صور على الحائط، بهارات طعام، نباتات بعينها في الأركان، وعادة ما يحمل المهاجر إمكانية قد تتحقق أم لا بالعودة يومًا ما، لكن تتعقد هذه الصور والإمكانيات في الحالة الفلسطينية، منذ بدأت...

غرف الأبناء الفارغة.. الفقد هنا أعظم

سافر الأولاد تاركين خلفهم غرفًا كبروا فيها، وأهلاً يكبرون بدونهم. كل يواجه الفقد بطريقته الخاصة، لا مهرب من ذلك، نحن نواجه الفقد حتى في تجاهلنا له. ربما تبدو مغادرة الأبناء لمنازل النشأة أمرًا طبيعيًا يحدث في كل بلاد العالم، لكن عندما ننظر إليه في ضوء أن هناك ستة...

حياة في انتظار رسالة.. من غزة

  أنتظر رسالتك طوال النهار، أيضًا طوال الليل وإن غلبني النوم أحيانًا. شحيح الإنترنت عندك والكهرباء. لكني أبقى على أمل وصولها لأطمئن عليك. أنا بالأساس مصورة، ولسنوات أعمل أيضًا كمدربة تصوير وتابعت الأشراف على مشاريع العديد من المصورين والمصورات في أكثر من مكان من...

ماذا تبقى لنا؟

في الأيام الأولى لاندلاع الحرب في السودان، منتصف أبريل من السنة الجارية، كنا نتناقش أنا وإحدى أخواتي عن المستندات التي يجب حفظها وتحضيرها قريبًا تحسبًا لأي طارئ، لم يكن لإحدانا الجرأة للتحدث بإسهاب عن ماهية هذا الطارئ لأن مجرد الفكرة كانت مرعبةً بصورة كافية. اليوم،...

غزة.. حفرة من الجحيم

الآن يبدو لي أن الخروج من غزة كان فخًا للإمعان في البقاء والتعلق. كانت القدرة على المرور عبر معبر رفح البري قبل 6 أشهر تجاه الأراضي المصرية كمعجزة نبوية. سفري للقاهرة رفقة زوجتي وطفلتنا كان مرتبطًا بالدرجة الأولى بالهرب من هدير طائرة الاستطلاع الإسرائيلية التي لا...

عن بيوت لم أفقدها

"كان لجدي لحية بيضاء جميلة أحب ملمسها". أتذكر مرة أنني بدأت بهذه الجملة نصًا، لا أذكر إن كنت أنهيته أم لا؛ منذ بدأت أفكر من جديد في بيت الطفولة. بيت الطفولة الذي أتذكره هو جدي. كان حنونًا معي ومع أختي التي تصغرني بأربعة أعوام. لفترة طويلة، كنت أمر على البيت أحيانًا...

الحياة تحت ثقل.. «تخفيف الأحمال»

اعتدتُ أن أتعاطف بشدة مع البلاد المنكوبة التي ينقطع فيها التيار الكهربائي بشكل منتظم، لكن الأمر بدا دائمًا بعيدًا، يثير التعاطف وبعض القلق الذي تزيله الفكرة الساذجة، أن هذه المصائب بالتأكيد لن تحدث لنا.. لن تحدث هنا. تكرر انقطاع الكهرباء في مصر، بداية من يوليو (تموز)...

ربما الأمر ليس بهذا السوء

يتجه العالم اليوم إلى ردّ الاعتبار للفئات التي كانت معزولة أو غير مندمجة مع السياق العام والغالب للأمم والمجتمعات، مثل الانطوائيين والمختلفين ثقافيًا، فالوحدة ليست أزمة لفنانين ومثقفين أو مختلفين أو فقراء ومهمشين، إنها قضية متصلة بوجودنا وشعورنا بهذا الوجود وتقييمنا...

لماذا لا تؤمن الدولة بالذكريات؟

كل مرة أعبر فيما تبقى من حي بولاق أبو العلا أفكر في هذا السؤال، ليس الأمر رومانسيًا، لكن يتعلق بوجودنا كبشر، كمواطنين، كأفراد أمضوا حيواتهم في مكان ما ومن المفترض أن يكملوا في المكان الذي صنعوا أنفسهم فيه. أليس "التاريخ" بمعنى من المعان هو سجل ذكريات مجموعة كبيرة من...

خريطة إلى المنزل.. ديسلكسيا الاتجاهات

أن يتوه المرء عن طريق عودته فذلك أمر عادي يحدث كثيرًا حين ينتقل إلى مدينة جديدة، أما أن يضيّع المرء نفسه في مدينة فهذا أمر يحتاج إلى خبرة وتدريب، أظن أن هذه فكرة مستعادة من كتابات فالتر بنيامين، بينما أخمّن إن كنت ضيعت الطريق إلى بيتي الجديد، حيث انتقلت إلى إيطاليا...

تيك توك.. «التكبيس» في فضاء بلا قيود

ليلًا نهارًا تتعدد طرق التدحرج نحو تطبيقات الفيديو القصير. نظرة سريعة على التطبيقات كافية لجرّك نحو جلسة غرق لا تنتهي إلا بجهد واضح. وفي الجلسة يقدم كل تطبيق نسخته من شكل صُنع الفيديو، الجمهور المستهدف، تقنيات استدراج المستخدمين نحو التعليقات والمشاركات، وكذلك طُرق...

كيف يرى جيلُ إكس جيلَ زد؟

يسموننا جيل إكس (مواليد ستينيات القرن العشرين). يمثل انهيار جدار برلين (1989) لحظة وعيٍ أو صدمةٍ بالنسبة لنا. نهاية عالم عرفناه جيدًا؛ تشكّلت فيه قيمنا وأفكارنا. وتشكّل عالمٌ جديد نحاول أن نفهمه ونستوعبه في سن متقدّمة (نسبيًا). ويسمّى الجيل الذي عرف نهاية عالمنا لكن...

من دفاتر يوميات العزلة

"صرة ثقيلة من المفاتيح/ غير مرئية/ تنزلق... كل ليلة كل صباح/ وتضع/ سداً هائلًا/ على قلبي الباكي."درية شفيق* من دفاتر يوميات العزلة التي بدأت في نهايات عام 2019 واستمرت قرابة بدايات عام 2021 "ليس لدي معارف أو أحد يهتم بي"ظل محمد نجيب -أول رئيس لجمهورية مصر (يونيو 1953-...

وحوش القايلة

لم أكن في طفولتي بمعزل عن الهواجس والمخاوف التي كانت تؤرق مضجع أقراني، وتشغل خيالاتهم. بل لعلّ هواجسي كانت أكثر تأثيرًا وأشدّ وطأة بحكم ارتباطها بالمنزل الواسع الفارغ الذي تربينا فيه، والواقع في منطقة منعزلة وسط مدينة سطيف (308 كلم شرق العاصمة الجزائر) تسمى القصرية.....

والآن.. أين سأضع هذا البيت؟

لماذا أنا هنا؟ هل هو لقاء جديد أم وداع أخير؟ رغبة في إقامة علاقة جديدة أم هروب من واقع محمل بالضغوط إلى زمن اللامسئولية؟ ولكن هل سأجد هذا الزمن؟هل كل قديم ثمين؟ غالبًا الثمين هو الذكريات. كل هذه الأسئلة وأكثر كانت تدور في رأسي وأنا أتأمل الواجهة البائسة لبيتنا القديم...

صور كي لا تطير الحكايات

طوال الوقت تشعرني صور أبي وأمي القديمة بتأثير قوي، عندما أشاهد تلك الصور بالأبيض والأسود أشعر بطاقة من الحب والحنان تنفتح أمامي، وأحيانًا أتساءل هل ستترك صوري نفس التأثير على أولادي. أعرف أن الصورة الفوتوغرافية تمتلك القدرة على الإمساك بالزمن، على أن تعيدك لفترة ماضية...

بالأمس فقط

توفّيت جدتي في ليلة صيف، على الرابعة صباحًا في مستشفى بالضاحية الشرقية للعاصمة الجزائر. كانت تلك أول مرة أشاهد فيها والدي يبكي. باغتنا موتها ولم نتمكّن من توديعها. كان عمري 25 عامًا. ربع قرنٍ قضيته قريبةً منها ومن حكاياتها.  خلال اليومين التّاليين، جاءت وجوهٌ...

المنيل القديم.. أين «التطوير» حين يحتاجه الناس؟

كنا نطوف بالدراجات في رحلتنا الأسبوعية، حين وجدنا أنفسنا بمنطقة المنيل القديمة، قالت رندا أنها تريد البحث عن قرية الصيادين، التي سمعت عنها من قبل، وربما تقع هنا في المنطقة. دخلنا في حواري وأزقة بحثًا عن منازل الصيادين، الطرق ما زالت شبه خالية، فنحن في الصباح الباكر...

ما الذي نتحدث عنه حين نتحدث عن “الأسرة”؟

نعرف القليل عن آبائنا. تتطلب الكتابة عن الأسرة نبشًا في الماضي. والماضي نوعان: نوع عشته بنفسك مع أسرتك، والآخر ذلك الذي حدث قبل أن توجد في هذا العالم. إننا لا نكتب الماضي وإنما، على الأرجح، نواجه ذاكرته. نسآءل ذاكرتنا، نقلّبها، بما يعتمل فيها من صور وأحلام واحباطات...

سكن الجامعة.. هنا نتدرب على حياة قاسية

تقطع طالبة كلية الطب في الجامعة اللبنانية أكثر من ثمانين كيلو من بيت ذويها في بعلبك إلى أن تصل إلى سكن الطالبات في منطقة الحدث في بيروت لتستعد لبداية أسبوع دراسي جديد. ثمة أسابيع لا تعود فيها أصلًا إلى عائلتها حين يزداد ضغط الدراسة، وكذلك لتوفير المصاريف من بيروت إلى...

2003

قضيت طفولتي في منزل جدّاي بمدينة وهران، غرب الجزائر، أكثر الذكريات وضوحًا بدأت مع سن السابعة، أذكر تلك السنة.. 2003، كانت أمي ستسمح لي باختيار ملابس العيد، ورأيتُ لأول مرّة موكب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، الذي كان جدّاي يحبّانه.. يصوّتان له ويقولان أنه جاء ليُنهي...

موت طبيب نفسي

في 21 أكتوبر 2020، رحل طبيبي النفسي، كان فاسيلي بوجي الشخص الذي استمع إلي بهدوء مرة كل أسبوع ولمدة ثلاث سنوات. يظل الحزن على موت المعالج النفسي تجربة معزولة، إنه حداد لا تعلن عنه ولا تشاركه الآخرين، فقدان مركّب مثله مثل العلاقة بالطبيب النفسي ذاتها. أنت حين تخسره تسأل...

أجمل من البيت

يقدِّم الفيلم الوثائقي "فِلَسْطِين الصغرى" للمخرج عبد الله الخطيب (2021)، شهادة حيّة وعاطفية عن حصار النظام السوري لمخيم اليرموك، الذي يعدُّ أكبر تجمع للاجئين الفلسطينين في سوريا، وعاصمةً معنوية للشتات الفلسطيني عالمياً، إذ تم تأسيس مخيم اليرموك في عام 1957 فوق مساحة...

“السبوعي” صديق التونسيين جميعًا

منذ أشهر أعلنت "القناة الوطنية" التونسية الثانية عن تغيير موعد بث سلسلة شُوفلي حَلّ الكوميدية، وتقديمه أكثر من ساعة عن موعده المعتاد. قبل أن تتراجع القناة عن ذلك وتستجيب للتعليقات الكثيرة على صفحتها بالفيسبوك بإعادة البث إلى الوقت القديم في حدود الساعة الثامنة مساءً...

30 عائلة.. كنت غريبًا يصوّر غرباء في بيوتهم

بين عامي 1994 و2002، كنت معلمًا في إحدى المدارس في مراكش في المغرب، وخلال هذه الفترة بأكملها لم ألتقط صورًا إلا لطلابي في غرفة الصف. كثيرًا ما كنت أخرج الكاميرا وأطلب من الطلاب الوقوف أو الجلوس بوضع معين وأشرع في التصوير. ولم يكونوا ليحتجوا أو يرفضوا أو يقولوا لا لأي...

نساء الجزائر في شققهن الجديدة

كي يرسم "نساء الجزائر في مخدعهّن"، قام الفرنسي أوجان دي لاكروا بزيارة "خاطفة" لحرملك جزائري، كان ذلك في العام 1833، ثلاث سنوات بعد بداية الحملة الفرنسية على الجزائر. ورغم أنه لم يكن مسموح لأحد بدخول مخادع الحريم، إلا أن دي لاكروا حصل على موافقة ربّ عائلة فتح له أبوابه...

Home

لم أتعرف جيداً على أبي في صغري، كان معظم الوقت مسافراً، لكنه كان حاضراً في كل تفاصيل حياتي. كلما عاد من السفر ذكّرني بقصص لا أعرفها عن نفسي، مثل أول عبارة كاملة وواضحة نطقتها وأنا طفل، “يلعن دين هالعيشة”.  حدثني والدي أيضاً عن مرة اصطحبني فيها إلى ملعب كرة القدم وكان...

خريطة خطوط

المكـان الحركة في المدينة تقدم العمر العمل يوم طويل عمره عشر سنوات وأكثر التماثيل والنصب البيت ربع صوت الطعامـ الملابس الحيوان ماضي مستمر...

البحث عن الدكتور فرانز فانون

نظرت إلى هاتفي متحققاً من الساعة ثم داخل حقيبة ظهري متأكداً من وجود السترة القطنية، الجو متغيّر هذه الأيام، وعلي أن أكون مستعداً لتقلبات السياسة والسماء. مضت نصف ساعة على وقوفي بجانب الطريق، وكل الحافلات التي تمر ممتلئة عن آخرها. توزيع آلاف السكنات من دون دراسة خطوط...

تجارب فاشلة للإمساك بالشمس

هل ترى ذلك الشارع الواسع المظلم؟ أظن أن هناك رجلاً كان يقف في منتصف الأوتوستراد ويسند الشمس بيده اليمنى كي لا تشرق. هل ترى ذاك النفق؟ كان عليّ أن أمضي سريعاً إليه كي ألتقط صورة، ولكن في اللحظة التي كان يجدر بي التقاطها لم أفعل.. بل ذهبت بعيداً. ذات يوم قررت صاحبة...

رسالة توضيحية قبل مغادرة “مزة 86”

“?Home, is it just a word, or is it something you carry within you” "البيت، هل هو مجرّد كلمة، أو أنّه شيء تحمله بداخلك؟" استوقفني هذا الاقتباس من فيلم Nomad Land الذي شاهدته مؤخّراً. حيث أنّي منذ فترة، اضطررتُ للانتقال من بيتي الذي أحبّ في حي ركن الدّين في مدينة دمشق...

كائنات كورونا المدهشة

حرارةٌ لا تستجيب للكمَّادات.. حلْقٌ مشروخ.. علاماتٌ عرفت فيما بعد بها أني مصابة بڤيروس كورونا، وأكدتها مسحة طبية أجريت لي بدخول ساق رفيعة ملفوف عليها قطعة قطن، اخترقت بها ذراع الممرض جيوبي الأنفية، بعد خمسة أيام من ظهور الأعراض سالفة الذكر. أثر المسحة كان يشبه...

إعادة جمع ألبوم صور عائلي

كالكثير من العائلات التي طرقت أبوابها الحروب والصراعات, فَقَدت أسرتك أرشيف الصور العائلي. في البداية, لن تشعر بأهمية هذا الفقدان, لكن بعد وقت لن تتمكن من التهرب من خوض رحلة إعادة تجميع ألبوم الصور العائلي. تبدأ الرحلة ببحث ذاتي في الملفات ومحافظ الجيب ثم في الأقراص...

عيون مستعارة..

مكالمة طويلة، غلبه الشوق وهو يحدثني وبكى، يشتاق لبيته.  رحلة سفر لأمريكا اللاتينية أضحت غربة إجبارية طويلة لا يملك فيها سوى الحلم بالعودة، يتنقل بين المدن والبيوت ويشتاق حضن أمه. أعده بزيارتها وتصوير البيت والطفل الذي لم يشهد مولده. وأنا؟ أي بيت ذلك الذي أشتاق له؟ بيت...

أحاديث المرايا

مرآة أولى "ما أنا عارفك.. تقفي قدام المراية ست أشهر".. فؤاد المهندس في مسرحية "سك على بناتك" 1980   لست من المغرمات بمساحيق التجميل، لا أضع منها إلا القليل جدًا في المناسبات، لا أصفف شعري إلا مرة واحدة كلما غسلته.. ورغم ذلك أستهلك زمنًا طويلا أمام المرآة. لماذا...

دولة غائبة وهاتف لا يتوقف عن الرنين

كان من المقرر أن نلتقي في مقر جمعيته الواقع في الشارع المجاور لمسجد بلال بن رباح بمدينة البيضاء على تمام الساعة الرابعة والنصف مساء من اليوم العاشر لشهر رمضان، لكن أكرم اضطر أن يتأخر نصف ساعة لانشغاله بالاطلاع على الأعمال الجارية في منزل قيد الانشاء في إحدى الضواحي...

خطابات من عالم آخر

هل تأسرك رائحة الخطابات القديمة؟ هل حصلتَ يومًا على وردة جفَّفْتها في كتاب لتزورها يومًا في مذكراتك؟ هل لديك دفتر مذكرات أصلًا أم تجرفك سرعة التكنولوجيا ولا وقت لديك لتأمل هذا الجمال الذي ربما يصمد في أشياء ملموسة، مثلما شعرت أنا أمام صندوق أمي؟  اسمح لي أن أفتح معك...

في الجبل مع نانة زهرة

تعيش نانة زهرة في قرية تيفلكوتس، المعلّقة على جبال جرجرة بمنطقة القبائل الجزائرية، امرأة في عقدها السادس لا سند لها في الحياة سوى أبناء عمومة يعيشون في نفس القرية. تقضي وقتها بين بيتها والتعاون مع صديقاتها في جني ثمار الزيتونات. تستأنس في وحشة الجبل برفقة حيواناتها،...

محطة على الطريق إلى.. البيت

خلال طفولتي، كنت أوصف بالأكثر هدوءا أو العاقلة، كنت غارقة في خيالي، النضوج هو تجربة غريبة تتحوّل بسرعة إلى تجربة مُربِكة، وكلما تقدمت في السن ابتعدت عمّن حولي، حتى أتلاشى، وأغرق في خلفية ضجيج كل لقاء عائلي. أنظر إلى ابنة أختي الآن، عبر الشاشة، كيف كبرت بسرعة وكيف صارت...

أسماء على غير العادة

كان اختيار اسم لطفليّ من أصعب الاختيارات في حياتي كأبّ. كل المُسلّماتِ المجتمعية التي تمرّدت عليها، وكل العادات والكليشيهات التي تناولتها بالسخرية أو بالتجاهل، تجمهرت (لحظة إعلان الاسم) لتتفرج على نتيجة اختباري المجتمعي في انتقاء يعكس كل ما آمنت به. ربما أتحدث عن...

انسحاب مؤقت من رابطة المشجعين

ابتعدتُ عن متابعة كرة القدم في سوريا سنواتٍ طويلة، إلى أن قادني إليها رابط عشوائي ظهر أمامي من بطولة الدّوري السوري الممتاز. فتحتُ الرابط كأيّ شخص غريب يريد أن يكتشف ما لا يعرف، وكان يتحدث عن تتويج نادي تشرين بكأس البطولة. بالرغم من انتشار وباء كورونا في سوريا، كان...

منازل طرابلس..شرفات ميّتة

حين كنتُ أعمل على شقتي الواقعة في تاجوراء، الضاحية الشرقية لطرابلس، أخبرني أخي بأنّ علي التخلص من شرفتي، أن أبني جداراً واسعاً وأسقط جدار الغرفة الملاصقة لها، ومن ثم أحصل على غرفة أوسع، لم أنصت لكلامه، كنتُ أرى أنّ الشرفة ستكون متنفسي الذي أمضي فيه مسائي بالتدخين،...

بيت لقمة العيش المؤقت

تضيق الأرض على اتساعها أحيانًا كثيرة، وتفرض على الكثيرين الرحيل، بحثًا عن لقمة العيش، جمال حسن ابن محافظة الأقصر (جنوب مصر) كان واحد من هؤلاء، قطع رحلة طويلة ومازلت مستمرة، سعيًا إلى لقمة عيش كافية، بدأت بسفره إلى العراق للعمل كمقاول، ومنها إلى فرنسا لجني العنب، ثم...

خارج البيت.. داخل الغرفة

أثناء تصويري, لاحظت الحدود التي تفصل المشاعر والحالات الانسانية الخاصة بي، بين الداخل والخارج، وبين الداخل والداخل نفسه، فكرت في حالاتي المتغيِّرة. أصف نفسي بأني كثيرة القلق لذا كلما شعرت به أو بالخوف، أرجع إلى غرفتي وأغلقها بالمفتاح. البيت، هو غرفتي بالأساس والتي لا...

غرف مؤقتة لشبح محلق

كتبتُ كلمة "المكان" في أعلى الصفحة لأكتب عنه. أشعر بفراغٍ يشبه وحشًا يستلقي في داخلي دون أن يغفو. أوّل ما تصوّر في ذهني جملة "فاقد الشيء لا يعطيه". ثمّ رحتُ أفكّر في الجملة خلال أيّامي التي تمرّ مثل قطارٍ طويلٍ يأخذ من جسدي سكّةً ويقلّ الركّاب عليه ذهابًا وإيابًا،...

فردوس البيت.. المفقود

كلما تزايد غضبي بسبب الضوضاء الآتية من الشارع والبيوت المجاورة تذكرت الفيلسوف الروماني سينيكا (4 ق.م- 65م). عاش الخطيب والكاتب المسرحي قرب نادٍ رياضي. كانت الجدران رقيقة، والجلبة مستمرة. يصف سينيكا مشكلته في رسالة إلى صديقه لوسيليوس، قائلًا: "تخيل مدى تنوع الضجيج الذي...

في الرد على دعوة للمشاركة

أفتح بريدي الإلكتروني صباحًا، من بين رسائل الإعلانات والأخبار التافهة، أجد رسالة بعنوان "دعوة للمشاركة"، ليست دعوة للمشاركة في حملة توقيعات جديدة من أجل قضية ما، ولكن دعوة للكتابة في موقع جديد يحمل اسم "خطـ٣٠". الرسالة قادمة من اسم سمعته ذات مرة من أحد الأصدقاء...

وإذا الدنيا كما نعرفها.. تتغير

اختفت رفيقتي يوم العاصفة الماطرة. لم أشهد مثلها من قبل. تركت شباك المكتب مواربًا فابتل، والأوراق فوقه. حرمني ذلك وقفتي المعتادة لمراقبة قطة الشارع السمينة. أزعجني صوت الرعد والبرق والمطر نهارًا ولكني ليلًا خفت. أنا وحدي في بيت بالكاد بدأت اعتاده. حين عادت ظهر اليوم...

محاولة لاكتشاف أبي

في حوائط البيت ثمّة جروح لا تُخفى، تُعلن عن نفسها بوضوح، كأنها هويّة لي، أو تذكار على مشهد صار. تصدعات شّقت طريقها في الجنبات ولم تلتئم، كما التصدعات التي ملأت الروح.   مع كل شّق أتذكر، ثمة غياب يزن نصف عُمري مايزال يلوح في تفاصيل البيت، حين خرج أبي إلى شُرفة المنزل...

إحداثيات لن يقرأها Google

بيتنا لا يظهر في خارطة جوجل، وعندما أرسلته لصديقي ليستخرج إحداثيات البيت بينما أكتب، قال لي هل تسكنون بجانب البحر؟ قلتُ لا، أبداً، ويبدو أن الأقمار الاصطناعية قررت أننا لا نعيش في مكان معروف، آخر صورة التقطت للموقع قبل عام، استدرك صديقي: هل تعيشون هنا بالفعل؟ وحدقتُ...

لديك رفّ لتوابلك المفضلة؟

  كان لبلاط الموزاييك في بيتي أحجار مميزة..أذكر أني كنت أحفظ أشكال بعضها وألوانها، وأرى فيها وجوهاً وحيوانات وخرائط.   لم يعد البيت موجوداً، أما أنا فقد عشت في أماكن كثيرة لبعضها بلاط من موزاييك وسيراميك ورخام وخشب، كلما أمعن النظر فيها يدور في خاطري سؤال:...

بيوت للمرة الأولى

ربما تختلف الصور والظلال والقصص المحكية. لكن يظل البيت محور الخلاف والوئام ومكان الحرب والسلام ومصدر الذكريات التي قد تثيرها خربشات أو رائحة في زاوية من زواياه. ودفع هجوم الوباء على العالم الجميع إلى بيوتهم، ليكتشف البعض بيته للمرة الأولى، أو ليبدأ معه علاقة جديدة، أو...

ظـل البيتـــــ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ