fbpx
خطــ٣٠ // تنشر وفق الحقوق المفتوحة Copyleft

تيك توك.. «التكبيس» في فضاء بلا قيود

لست مطالبًا بفتح حساب على التطبيق، يمكنك البقاء شبحًا بلا تفضيلات.. يُفتح أمامك معرضًا للسلوك البشري الساعي لسد احتياجاته الأساسية، وأساسها: المال
ــــــــ البيت
25 مايو 2023

ليلًا نهارًا تتعدد طرق التدحرج نحو تطبيقات الفيديو القصير. نظرة سريعة على التطبيقات كافية لجرّك نحو جلسة غرق لا تنتهي إلا بجهد واضح. وفي الجلسة يقدم كل تطبيق نسخته من شكل صُنع الفيديو، الجمهور المستهدف، تقنيات استدراج المستخدمين نحو التعليقات والمشاركات، وكذلك طُرق خلق المال.

كانت شهور الإغلاق العام وبدء التحول نحو العمل من المنزل فرصة تحول كبير في مشهد منصات التواصل الاجتماعي، والذي طالما خضع لسيطرة شركة ميتا، المالكة لكل من فيسبوك وانتسجرام وواتساب (ضمن خدمات أخرى)، ليتقدم البديل الصيني الأشهر، تيك توك، حاملًا معه وعوداً قديمة ذكرت المستخدمين بأحلام انترنت واسع، لا يخضع لسلطة الدولة ولا أخلاقيات وادي السيليكون ولا أجندة محاربة الأخبار المضللة والذباب الإلكتروني. 

على التطبيقات المختلفة ترى صُناع محتوى يصورون وصفاتهم للطبخ، يجربون منتجات «أمازون» ليخبروك إذا ما كانت تستحق الشراء، يوقعون لك اسمك بالعربي والانجليزي، يخترعون مشهد تمثيلي عن غدر الأصدقاء والحبيب الخائن، أو يسألون المارة عن آخر نكتة.

شهور قليلة من بداية الوباء، بيّنت أن مستخدمي تيك توك يفتحون التطبيق بمتوسط 19 مرة يوميًا، ويقضون فيه متوسط 25.7 ساعة شهريًا، وذلك في مقابل 16 ساعة لفيسبوك و7.9 ساعة فقط لانستجرام. وفي الوقت الذي قالت فيه شركة ميتا إن إيراداتها نمت بنسبة 7٪ فقط في العام 2021، وهي أقل نسبة نمو منذ ما يقرب العقد من الزمن، اتجه حوالي 37٪ من مستخدمي فيسبوك و51٪ من مستخدمي انستجرام لفتح حسابات نشطة على تيك توك. لوحظت هذه المؤشرات في ختام الربع الأول من العام 2021، حين بلغ إجمالي ما أنفقه مستخدمو تيك توك على الهدايا أكثر من 840 مليون دولار، في ثلاثة أشهر فقط.

لا يورطك انستجرام في مشاعر معقدة. هو منصة تواصل بلهاء ولا أمل فيها، حتى أنك لا تستطيع كتابة رابط على صورة أو فيديو.. إن أردت فعليك أن تضعه حيث تضع تعريفك الشخصي: البايو. اللينك هو البايو، هو أنت كلك ..

فيسبوك يؤدي أحيانًا الغرض، لكن سرعان ما يأتيك الملل. هناك أنت حبيس اللوغاريتمات، تشعر وكأن الشركة جمعت عنك بعض البيانات والمعلومات، وأقسمت أنك لن تتغير. إن فتشت يومًا عن غسالة ملابس سيبقى فيسبوك يعرض لك إعلانات الغسالات حتى بعد أن تتعطل غسالتك الجديدة وتودعها لدى الصيانة. ثم الإعلانات. أنت زبون وفقط على فيسبوك، وبين الإعلان والأخر ربما نعرض لك فيديو ممن تتابعهم بالذات. نصف ساعة كافية لأن تغلق فيسبوك. 

انستجرام بدوره لا يورطك في مشاعر معقدة. هو منصة تواصل بلهاء ولا أمل فيها، حتى أنك لا تستطيع كتابة رابط على صورة أو فيديو. إن أردت فعليك أن تضعه حيث تضع تعريفك الشخصي. البايو. اللينك هو البايو، هو أنت كلك. حيل انستجرام لزيادة التفاعل في مقاطعه ورواجه في الحقيقة ليست أقل بلاهة عن المنصة نفسها. هناك يقول لك الفيديو إن ثالث شخص تمنشنه في التعليقات هو حبيبك الأصلي. تمنشنه أنت فيأتي هو ليضغط زر اللاف. أو أن ترى فيديو آخر يقول لك: ماذا تفضل، ان تكون مليونيرًا لديه 3 سيارات فقط ويعيش في فيللا صغيرة مع المنشن الأول، أو أن تكون مليارديرًا لديه 12 سيارة ومروحية وقصر كبير بشرط أن تعيش من المنشن السابع. تقوم انت بالمنشن الأول والمنشن السابع، يضغط هذا لايك، وذاك لاف، تزداد التعليقات، وتنتهي القصة. 

في كل الأحوال، مقاطع الفيديو القصيرة ليست منتجات أصيلة لهذه الشركات. بل أنها أقدمت على الاستثمار فيها بعد قصة صعود تطبيق تيك توك الصيني، والذي حمّله أكثر من ٣ مليار ونصف المليار جهاز اتصال، ليكون بذلك في المرتبة الخامسة في عدد مرات التنزيل، والأول من التطبيقات غير المرتبطة بشركة ميتا، ثم الأعلى تنزيلًا في العام 2021، والأكثر نموًا بين باقي المنصات.

بدأ تطبيق التيك توك أصلًا في الصين تحت اسم «دوين»، كمنصة تواصل اجتماعي خارجة عن النظام العالمي تُستخدم حصرًا في الصين وبعض الدول الصديقة لها. وفي أواخر سنة 2016، أخرجت شركة «بايت دانس ليميتد» الصينية المالكة لتطبيق تيك توك منصتها الجديدة إلى العالم، وبقي تداولها محدودًا حتى سيطر على منصة فيديو صينية أخرى، منصة ميوزكلي، سنة 2018.

يتميز فيسبوك وانستجرام عن تيك توك بالتوفير في استخدام الإنترنت، وهي ميزة في بلادنا العربية لها قيمتها الإضافية لرداءة خدمات الانترنت المركزية فيها. ففي حين يكلفك تيك توك متوسط 14 ميجابايت لكل دقيقة مشاهدة، فإن مقاطع فيسبوك وانستجرام تكلفك متوسط 2.6 ميجابايت ..

بدأ تيك توك عمله بتطويرات محدودة على عالم ميوزكلي. امكانية توفر للمستخدمين استخدام حركات شفاههم مع كلمات أغنية بصوتها الأصلي، أو بصوت المستخدم بعد فلترته واضافة بعد المؤثرات، وانتهت إلى عالم متكامل. يمكنك فيه المزاح بالمقالب، تحدي الخصوم، أو استخدامه كآلة طباعة الأموال، عملًا، اعلانًا، أو تسولًا.

بالعودة إلى نفاق فيسبوك وبلاهة انستجرام، نجد أنهما يتميزان عن تيك توك بالتوفير في استخدام الإنترنت، وهي ميزة في بلادنا العربية لها قيمتها الإضافية لرداءة خدمات الانترنت المركزية فيها. ففي حين يكلفك تيك توك متوسط 14 ميجابايت لكل دقيقة مشاهدة، فإن مقاطع فيسبوك وانستجرام تكلفك متوسط 2.6 ميجابايت، مع ذلك يبدو أن الأفضلية تميل نحو الأول. 

في الرقابة والالتزام بالسياسات الأخلاقية، فإن معايير تيك توك تتمايز كثيرًا مقارنة بالنظائر الليبرالية. في الوقت الذي تعتمد فيه تلك الأخيرة على رادار الكلمات للرقابة على المحتوى، فإننا نرى صعوبة كبيرة في التقاط آلية الرقابة في المنصة الصينية. ففي مقابل ما يمارسه فيسبوك من رقابة عمياء على كلمة كـ «الإرهاب» مثلًا، فيحذف لك منشوراً يحتوي على الكلمة حتى إن كتبت «أنا أكره الإرهاب»، مع تهديد بحرمانك من التعليق أو الكتابة، ترى مجالًا واسعًا للمناورة على تيك توك دون رقابة واضحة. 

بعد شهور معدودة من التقاط مؤشرات انتشار تيك توك، بدأت أصوات تتعالى لانتقاد الرقابة الغائبة عنه. وجهت اتهامات عدة للتطبيق الصاعد، ليس أقلها ما أشيع في مصر عندما أوقفت السلطات عدد من الفتيات واتهمتهم بالإتجار في البشر، فقط لأنهم قدموا محتوى مصور على المنصة. أو ما حدث في الأردن عقب إضراب شهير لسائقي الشاحنات عندما قالت السلطات إن المضربين أساءوا استخدام التطبيق ببث مقاطع فيديو تظهر أثر الإضراب وتحرض السائقين على المشاركة. ولم تتوقف تلك الأمور على بلادنا العربية، بل أن دولًا مثل الولايات المتحدة واستراليا وانجلترا وكندا، وغيرها، يهاجمون التطبيق ويحاولون حجبه بدعوى “الخوف على بيانات المستخدمين”.

من جهته، وعقب بداية تلك المحاولات، بدأ التطبيق في فرض بعض الرقابة العشوائية. ظهر ذلك في المرة الأولى مع حساب الاختصاصية في الطب الجنسي ساندرين عطالله، بدعوى أن محتواها جنسي غير مناسب لكل الشرائح العمرية… انتهت تلك المحاولة بتحول ساندرين نحو مقاطع الفيديو الصامتة المصحوبة بتعليقات مكتوبة، وليس بالتحدث بصوتها.

هذه ليست كل القصة. على تيك توك ثمّة طرق عديدة لتوليد المال. تحديدًا عن طريق الإعلانات، عدد المشاهدات، تلقي الهدايا، بيع الحسابات.

ربما يكون تيك توك أكثر مناسبةً لمسألة الإعلانات التجارية من المنصات الأخرى، وضعًا في الاعتبار الهامش المعتبر في تيك توك للاستغفال، مما يناسب سوق الإعلانات عمومًا. وبخصوص العائد، يحدد ذلك كل من عدد متابعي الحساب ونوعية الزبون المعلِن ..

التمويل عن طريق بيع الحسابات هو أكثر الطرق وضوحًا. المطلوب من المستخدم هو فتح حساب والترويج له، نشر كل ما يمكنك من مقاطع الفيديو. يمكنك مثلًا أن تزور يوتيوب وتحمل أي مقطع فيديو تحت تصنيف «رخصة المشاع الإبداعي» ثم ترفعه على يوتيوب. وهنا الخيار لك. يمكنك اختيار فيديو لطباخ هندي مصحوبًا بتعليق صوتي ساخر، يمكنك اضافة صورتك ليرى الناس تعبيرات وجهك بينما تشاهد أنت الفيديو الأصلي، ويمكنك اضافة جملة، ويمكنك الاكتفاء بالفيديو كما هو. علّق على المقاطع المنتشرة واكتب: «نفسي اشوف كام واحد هايعمل لايك للصلاة على النبي»، أو «أكيد مش هاتعملي لايك عشان انا مش بنت»، ستنهال عليك اللايكات، اطلب منهم متابعة حسابك. اترك روابط لمقاطعك المصورة في تعليقات المقاطع المنتشرة. انشر على وسوم منتشرة، مثل #الشعب_الصيني_ماله_حل حتى وإن كان الفيديو يصور منزلك في الدلتا، افعل كل ما تستطيع حتى يكبر حسابك ويصبح لديك آلاف المتابعين. الآن بات حسابك جاهز للبيع، ويحدد السعر بحسب عدد المشاهدين ونوع الزبون، محل جديد، شخص يسعى للشهرة، أو لميسري الشائعات والذباب الإلكتروني. 

الإعلانات أيضًا فكرة جيدة ولا تتطلب إلا حساب يتابعه الآلاف. في الواقع ربما يكون تيك توك أكثر مناسبةً لمسألة الإعلانات التجارية عن المنصات الأخرى، وضعًا في الاعتبار الهامش المعتبر في تيك توك للاستغفال، ما يناسب سوق الإعلانات عمومًا. وبخصوص العائد، يحدد ذلك كل من عدد متابعي الحساب ونوعية الزبون المعلِن. قد تجد ذلك في تقييم شخص ما يهتم بالأكل لمطعم معين، على الأغلب لو جربته ستتكتشف أنه الأسوأ في المدينة، أو شاب يقارن بين مُنتج محلي وآخر مستورد، لينتصر التصنيع المحلي، أو ربة منزل تري المتابعين شطارتها في تجهيز المحشي فقط لانها استخدمت تلك القطعة الجديدة.

في الحالتين السابقتين، عدد المشاهدات وحجم المتابعين هما أساس العمل. حتى أن تيك توك يحدد شروط خلق المال على المنصة، ويولي هذه المؤشرات أهمية أساسية. عمومًا الشروط اللازمة لأن يكون حسابك مؤهلًا لخلق المال هي: أن يكون عمرك 18 سنة وما فوق، أن يبلغ عدد متابعيك 10 آلاف متابع، أن تحقق مقاطعك أكثر من 100 ألف مشاهدة في الشهر الأخير، واتباع طرق شرعية في تكوين المشاهدات والمتابعين، وألا يكون المحتوى مقتبسًا، وتلك الأخيرة تغيب أهميتها في حالة اتباع وسيلة بيع الحساب أو استخدامه في الإعلان.

مسألة الملكية الفكرية الصارمة، وإعادة تدوير المحتوى على تيك توك تختلف كثيرًا كذلك عن النظائر الأخرى. بالنسبة للتطبيق فإن إعادة تدوير محتوى الآخرين، مع لمسات إضافية من كل مستخدم، مسألة مشروعة ومحبذة للانتشار والارتجال والتفاعل. وعلى الرغم مما حققه ذلك من اتساع وانتشار، لكن يبدو أنه خلق أنماطًا متكررة من أشكال المحتوى. مقطع عنوانه يدعو المستخدمين لمشاهدة شطارة ست البيت في تنظيف المطبخ، أو في طهي الملوخية، أو تنزيل الستائر، في كل الأحوال لن ترى المطبخ ولا الستائر، وإنما جسد السيدة بينما تتحرك في مختلف زوايا الفيديو وتضيق عبايتها وترتسم ملابسها الداخلية. مقطع لمستخدم متخصص في تلخيص الأفلام الغربية مع تعليق صوتي للمستخدم. مقطع يعرض مقاطع أخرى ويعلق عليها عمومًا. مقطع مشوق ينتهي في المنتصف ليعدك المستخدم بجزء ثان لو تابعت حسابه. أو مقطع يعرض حركة المواطنين السريعة ويقول لك “ايه اللي بيحصل دة؟ حد فاهم حاجة”، بينما تكرر أنت الفيديو عدة مرات علك تفهم ماذا يحدث قبل أن تلاحظ أن عدّاد المشاهدات قد سرق مشاهدتك.

تعتمد باقي أساليب تيك توك في خلق المال على تلقي الهدايا أثناء البث المباشر، باختلاف صوره. عادةً بين المقاطع المسجلة يُعرض لك بث مباشر لمستخدم يحمل ورقة مكتوب عليها “يا اهل الخير ساعدوني اشتري اكل”، أو “خش ساعدني بأي حاجة، ارميلي وردة او آيس كريم، وجزاك الله كل خير”، أو “أنا عايزة اتجوز واتستر. محدش يتمهزق عليا”. أو بث مباشر لمستخدمه لها خط كتابة جميل، تكتب اسمك في التعليقات، فتكتبه هي بخط يدها على ورقة، تًرسل لها هدية ذوقيًا، فتحييك هي “كفو.. كفو” (لا استطيع تجاهل استخدام تعبير من بلاد الخليج في سياق استجرار المال). أو بث مباشر لمنجمة ما، ترسل لها اسمك واسم حبيبتك (وهدية وردة أو حذاء أو قلب)، لتبصر لك حظك العاطفي.

إن ضجرت من المقاطع المعروضة، تستطيع بنقرة إضافية على زر الصفحة الرئيسية بدء قائمة مشاهدات جديدة بمعايير مختلفة. دون التزامات، فيُفتح أمامك معرضًا للسلوك البشري الساعي لسد احتياجاته الأساسية، وأساسها: المال ..

المستوى الأعلى في البث المباشر يقع حصرًا في يد ملوك التحديات والتكبيس. حين يداهمك فيديو مباشر لأشخاص  تأكل بيض نيّء، تغرق وجوهها بالعسل وريش دجاجة وتدخل فلفل حار في أنوفها وتأكل ربع كيلو ملح… هذه الطريقة ببساطة قائمة على تشارك مستخدمين اثنين (أو أكثر) في البث المباشر، فيصبح حساب كل منهما منصة للبث، وبحسب مرات الضغط على الشاشة لدى حساب كل منها (وهذا هو التكبيس)، وكذلك بحسب الهدايا التي يتلقاها، تنتهي كل جولة بعد خمس دقائق بمنتصر ومهزوم، والأخير دوره تنفيذ أحكام الأول. في اليوم التالي عادةً تجد نفس المتنافسين يبدأون تحديًا جديدًا، التحديات لا تصعّد الخلافات الشخصية على حساب التكبيس.

طريقة احتساب الهدايا بسيطة. هي شكل من أشكال النقود الالكترونية، على شكل أيقونات، يشتريها المستخدم ويرسلها للأخرين، ليبدلوها بدورهم لدى تيك توك بالدولارات، والتي تصل إما بتحويل بنكي أو على حساب باي بال. والتسعيرات معروفة، ومنها أيقونات: القلب ودب الباندا والميكروفون والخرزة الزرقاء قيمة الواحدة منهم 0.041$، القبلة على اليد 1.24$، النظارة الشمسية 1.64$، الألماس 9.09$ حتى تصل إلى الدراجة النارية 24.7$.

هذه ليست كل أشكال المحتوى النمطي على تيك توك. يمكنك مشاهدة مقاطع فيديو التحدي بين فنانين التسعينات والثمانينات بحثًا عن عودة مرة أخرى لأذهان المشاهدين، أو لمجرد تخليق المال من التطبيق. يمكنك مشاهدة فريقين من المتحدين أحدهم يحمل علم إسرائيل والآخر علم لدولة عربية، ودور المستخدمين هو تشجيع أي من الفريقين. كذلك، يمكنك مشاهدة نساء تضع كل منهن لمستها الخاصة على الطبخة. أو نجار ينصح المستخدمين بطرق اكتشاف الخشب المغشوش. أو طبيب ينشر معلومات طبية لزيادة الوعي. أو تسجيلات من حفلات الصوفيين في الريف والصعيد منذ مرحلة ما قبل الهاتف الجوال.

جلسة واحدة على منصة تيك توك كافية لتحويلك مجذوبًا لها. أنت أصلًا لست مطالبًا بفتح حساب على التطبيق، يمكنك البقاء شبحًا بلا تفضيلات تكوِّن لوغاريتمات من الأساس. ستعرض عليك الإعلانات، القليلة أصلًا، بشكل عشوائي. إن ضجرت المقاطع المعروضة، تستطيع بنقرة إضافية على زر الصفحة الرئيسية بدء قائمة مشاهدات جديدة بمعايير مختلفة. دون التزامات، يُفتح أمامك معرضًا للسلوك البشري الساعي لسد احتياجاته الأساسية، وأساسها: المال. قد يكون هذا سوداويًا ومنفرًا للبعض، لكن مؤشرات هجر التطبيق تقول إن العالقين فيه أكثر بما لا يقاس بالمهاجرين، خصوصًا إذا ما قورن بالتطبيقات الشبيهة.