في القرى الدرزية في فلسطين، وفي مرحلة معيّنة، ينبغي على الأصدقاء وزملاء الدراسة وأولاد العائلة الواحدة أن يتخذوا قراراً يخص حياتهم وتحديداً هويتهم. عليهم أن يلتحقوا بالجيش الإسرائيلي ويحملوا السلاح في وجه أبناء بلدهم، أو أن يفعلوا كما فعل مازن وميسان، يختارون طريقاً آخر ثمنه التضييق والملاحقة القانونيين وأحياناً العزل الاجتماعي.
في الحرب الأخيرة على غزة، كان مازن وميسان وسط المظاهرات يهتفان ضد الاحتلال، وعلى الجهة الأخرى يقف شبّان دروز يخفون وجوههم بأقنعة، ربما هم من الأقارب أو الجيران قي القرية، أصدقاء طفولة أو زملاء دراسة، كانوا بالزي العسكري الإسرائيلي والسلاح، يقمعون المظاهرة.
هذا ليس جديداً، فمنذ فرض قانون التجنيد الإجباري عام 1956 ينقسم المجتمع الدرزي بين من يُساق للخدمة العسكرية في مختلف القطعات ويشارك في حروب إسرائيل المستمرة، ومن يرفض الالتحاق بالجيش فيدفع ثمناً مختلفاً.