fbpx

رسالة صوتية: طمني عنكم ماما حمودة، فيكم شي يا روحي؟

الله اكبر، زلزال عنيف ضرب مدينة الدانا ومناطق شمال غرب سوريا.. هبوط أكثر من ثلاث بنايات وعالقين تحت الانقاض

الله اكبر، الله اكبر، مطلوب دفاع مدني، الله اكبر

 حمدو يلا رح نوصل لك، يلا رح نجبلك مي رح نوصلك، يلا بس ادعي، يالله يا رب، يا حمدو

 يا عمي ابو نضال، لك دخيلك رد علي يا عمي دخيلك

محمد: انا باسطنبول بعيد  كتير عن الزلزال… أو بالأحرى الزلازل يلي قلبت الأرض فوق بيوت الناس بسوريا وجنوب تركيا

وبعيد عن خطر الهزات الارتدادية يلي رح تبقى مؤرقة لفترة طويلة 

بس ماني حاسس حالي بعيد ابدا ومابعرف على مين بدي خاف 

اهلي يلي بسوريا أو رفقاتي بعينتاب وهاتاي وانطاكيا ومدن تانية 

الناجين من الزلزال هربوا من مدنهم برحلة نزوح.. جديدة على الاتراك، ومكررة على السوريين 

رح التقى بعائلة اصدقائي الصحفيين ديما محمد وعروة خليفة نزحوا لاسطنبول مع بنتهم الصغيرة آيلا وبقية عيلتهم

التقينا بعروة وديما بمقهى باسطنبول، هي المدينة يلي بتوحي وكانه مو صاير شي 

أصوات في الخلفية: الحمد لله على السلامة، اهلين ابو حميد، الله يسلم يا رب.

 كيفكم؟ والله قلبنا عندكم نحن، عندكم وعند كل الناس

اي والله – انا طلعت صار قلبي عند كل الناس، كنت خايفة على حالي وعلى عروة والعيلة، بس لما طلعت يعني حسيت حالي تأزمت اكتر والله 

محمد: ولكن بلقائنا الأول ماقدرت سجل معهم مقابلة .. ماحدى فينا كان قادر يحكي

بس بعدين ديما حكتلي شو صار بتسجيل واتساب

ديما: 6 شباط 2023، الساعة 4:17 الفجر، كنا نايمين و فجأة صحينا على صوت قوي كتير، وهز كتير كتير عنيف

يعني ماحدى ممكن يتخيله لهاد الهز، وصوت صريخ بنتي يلي هي بعز نومها فاقت وصارت تصرخ بشكل رهيب، وانا صرت صرخ معها كمان بدون وعي

عدت دقيقة ، انا حسيتهم سنة، حسيتهم دهر، لبن ما عدوا هدول الدقيقة. يعني هدول اللحظات حسيتهم عن عمري كله

مر شريط حياتي كله هيك قدامي، وصرنا بالشارع. وفتنا على السيارة وصار عروة يشيل التلج بايديه مشان نقدر نحرك السيارة

بس يمكن مافي.. لحظات، رجعت الارض يلي نحن واقفين عليها ترج، حسيتها حتنشق وتبلعنا.

حسيته يوم القيامة، كل الناس في الشارع وكل الناس عم تصرخ

محمد: قدرت كمان التقي بالزميل الصحفي ابراهيم الحريري يلي نزح مع كل عائلته لاسطنبول 

التقيت بإبراهيم بمكتب احد الاصدقاء لان ماكان في امكانية ابدا لزيارتهم بالبيوت يلي نزحوا الها ويلي صارت مأوى جماعي لعدد كبير

الجد والجدة والعمة والخالة واطفالهم وازواجهم ويمكن اكتر 

محمد: اول شي الحمد لله على السلامة 

إبراهيم الحريري: الله يسلمك يا رب

محمد: من وين اجيت؟ من وين نزحت فعلياً هلق؟

إبراهيم الحريري: النزحة الاولى ام الثانية؟ 

محمد: النزحة الأخيرة

إبراهيم الحريري: النزحة الأخيرة من غازي عينتاب. اول شي انا صحيت شوي من النوم ومو مستوعب تماماً شو عم يصير. اقول عن جد بلشوا نووي بالعالم!

عن جد يعني، أول شي خطر لي أنه في نووي، انه هاد الهز وبعد شوي رح يبلش اشعاعات، هيك اتخيل يعني.

بعدين اجا يصير زلزال زلزال زلزال. زلزال هاد زلزال!؟ حاضر زلازل انا، يعني مو لهالدرجة الزلزال يلا يلا يلا وما خلص يعني، طولت كتير. 

فما يعني، انا سامع نصائح سابقة، لا تنزل عالدرج كذا. خليت الاولاد وشلته، بس كان في ولد بالأرض طلعته لعندي واستنيت
محمد: تخبيتوا تحت شي؟


إبراهيم: مافي شي اتخبى تحته، التخت يعني وغرفة النوم مانها حديد أو شي. مافي تخوت حديد..

يعني خشب مافي شي. ضليت هيك على الفراش تبعي، كمان أنا آخر اسطوح يعني

محمد: آخر طابق

إبراهيم: آخر طابق، فـ شوي أمنني هاد الكلام. بس ما يعني كله هاد الكلام لحظات. بس هديت طلعنا برا على الشارع.

الدنيا ثلج، بتعرف وقتها بعينتاب، حتى كانت تشتي، مطر وثلج

أول شي حافيين كذا وعلى الارض، وبس هديت شوي رحت جبت للأولاد ومديت تحتهم، وغطيتهم هيك بالحرام لحتى أمنت لهم دفى 

محمد: بالشارع

إبراهيم: بالشارع، كل الناس بالشارع، محظوظ يلي طلع على الشارع، يعني في ناس الله يرحمهم ما حسنوا يطلعوا. 

بعدين رحنا على، في جامع رحنا عليه، الحمد لله كان كهرباء شغالة وتدفئة وكذا، ونمنا فيه يومين.

بعدين أبي كان يقول لي بدنا نروح على مكان غير، وين؟ في الصالة الرياضية، فتحتها الدولة وحددوها نقطة آمنة. 

بعدين خلص، أبوي قرر ان بدنا نطلع، نفسيًا يعني. أمي حرام ما تسترجي.. تنام في السيارة برا، ما تسترجي.
محمد: ما قبلت تنام بالصالة؟
إبراهيم: نقول لها هون آمن.. ما تستجري، هيك صار.

 محمد: يلي كان عنده سيارة فيها بينزين يكفي لتشغيل التدفئة بهداك اليوم البارد اعتبر حاله من المحظوظين..

و مو كل الجوامع أو الصالات المفتوحة كانت جاهزة لاستقبال الأهالي .. بعضها كان خطر واغلبها كان بارد وبدون كهرباء

ديما: أديش ضلينا قاعدين بالسيارة؟ قعدنا يعني بدك تقول من اول يوم الساعة 1 الظهر لتاني يوم الساعة 11 الصبح

كلياتنا قاعدين بهي السيارة، خمس اشخاص وطفلتنين. فـ على تشغيل التدفئة وهيك خلص بنزين السيارة تقريبا

صار لازم نروح نعبي بمحطة بانزين. محمد على دور الكازية من الساعة 11 بالليل، للساعة 11 الصبح.

وبكل الاحوال منيح انه في سيارة، لأنه يعني لو مافي سيارة كان ضلينا بالشارع بكل بساطة.

محمد: بالوقت يلي كانوا فيه الناجين عم ينزحوا للمناطق الآمنة كان في مئات ويمكن آلاف رافضين يبعدو ولو متر واحد عن أنقاض الأبنية يلي وقعت فوق ابنائهم واحبابهم على امل يسمعوا صوت..

صوت يدل على الحياة لحتى تقبل تجي لجان الإنقاذ للبحث عنهم

بالوقت يلي كانت فيه الأولوية لإنقاذ الحالات المضمونة. بس هاد ما كان يمنع المتطوعين والأهالي انهم يحفروا بأيديهم لإنقاذ الناجين

صوت الصافرة 

محمد: صوت الصفير يلي سمعناه  بيعني ان الكل لازم يسكت لنعطي الفرصة لسماع صوت الأحياء الخافت

مقتطف من تغطية لوسائل الإعلام:

 – هل خبرتوا فرق الانقاذ انهم يجيبوا معدات أثقل لهون؟ – خبرنا اجوا بس إذا بيسمعوا صوت بطالعوه إذا ما سمعوا ما بطالعوا

– بس على موضوع الصوت هنن عم يشتغلوا حاليا؟

– عالصوت أو الكلب إذا شم الريحة.. على مبدأ الحي أبدى من الميت 

 – انا كنت عمصوت وعيط ماحدى أنقذني لو مافي شبين هيك انقذوني، قالولي يلا بيكلي بيكلي(انتظري) جايينك- بدنا بواغر (رافعات) ماحدا عم يبعت 

طيب اذا ما طلع صوت ما بيمشي الحال؟! هلق من شوي طالعوا عيلة ماكن عم يطلع الصوت.. طالعوها كلها عايشة. 

محمد: انا اهلي بخير بس قلبي لسا عندهم بسوريا ، لان يلي عايشين بتركيا انتقلوا لمدن آمنة بتسهيلات من الدولة.. بس يلي عايشين بسوريا وين بروحوا 

اهلي رفضوا يتركوا البيت ومافي دولة حقيقية لحتى تضمن النا ان البناء يلي هنن فيه آمن..  بس امي حاولت تطمني 

رسالة صوتية: اي ليك ماما ليك، أجا المهندسين هلق جايبين مهندسين واجوا شافوا البناية كلها وفاتوا لعنا، وشافوا هي الفسوخة

اتطمن يامو قال هي ما بتأثر. متل ماقال ابوك هي موضع الأنترليك (أنابيب الصرف) فـ ما بتاثر

المهم العواميد، الحمد لله مافيها شي. ف اطمن ولابقا تدرد فينا.. الحمد لله الحمد لله مافي شي عنا

محمد: للحظة بستحي من خوفي على اهلي، لما بفكر بالاهل يلي خسروا أطفالهم والأطفال يلي خسروا اهلهم 

و لما بفكر كيف خافوا ديما وعروة على بنتهم الصغيرة آيلا  

آيلا صار عمرها باليوم التالت للزلزال 6 سنين، صدف عيد ميلادها بأول رحلة نزوح بحياتها 

ديما: عيد ميلاد آيلا صدف 8 شباط كنا نحن خلص طالعين بعد يومين نومة في الشوارع والسيارة قررنا نطلع لأسطنبول

واتفقنا انا وابوها ان مانقول لها انه هاد اليوم بالذات هو عيد ميلادك، نضيع لها التواريخ

وبس نوصل نوينا ننزلها على المول ونشتري لها العاب ونروقها، ونحتفل فيها.

فلما وصلنا كانت هي عم تسأل، مو نحن بشباط؟! انا مو بشباط عيد ميلادي، ايمت طيب؟

نحن مو متفقين حفلة ونعزم كل اصدقائنا وأولادهم ورفقاتي، كيف رح نعمل ونحن باسطنبول؟ انتوا شو رح تعملو لي؟

كانت طول الوقت عمتتسائل، وين فستاني ياماما يا اشتريتيلي اياه لعيد ميلادي؟

انا طبعا تركته بعينتاب، وحطيتها بحضني وحكيتها انه نحن هون اجينا على اسطنبول وما جبنا كل اواعينا

ورفقاتنا ضلوا بعينتاب ما فينا نعزمهن، فينا نعزم عمتك وبنت عمك، ونحتفل احتفال بسيط.

احتفلنا بشكل ضيق وهدول الشغلات خلوها تغص، يعني تضايق لانه ماعندها معازيم وماعندها عالم تحتفل فيها وتصفق لها

فحاولنا كتير نعمل جو، انا وابوها وعمها وخالتها ونانتها وستها يعني. 

مقتطف من الاحتفال بعيد ميلاد آيلا 

ديما: يعني لما طفيت الشمع وقلت لها اتمني امنية وتعالي قطعي الكاتو معي

واعطيناها كل حدا فينا اشترا لها هدية شكل واعطيناها إياهم وقعدت تفتحهم وهيك

حست هيك بالفرح وتطلعت علينا بسعادة يعني

فأنا هون ملكت الدنيا يعني أنها استعادت شوي من الروتين يلي كانت ناطرته

وانه قدرنا ولو بشكل بسيط وعفوي اننا نعوضها عن يلي فاتها

مقتطف من الاحتفال

 محمد: شو شفت مشهد خلاك تحس ان الدنيا بخير الدنيا بخير

ابراهيم: والله كثير، كثير يعني، من اللحظة الأولى، من اللحظة الأولى لما اجا ابن أخي وعارف ان البناء ممكن ينهار

وصحا مرت ابوه وصحا امي وابوي وكذا بدو يطالعنا لبرا بس انه يزتنا بالشارع

لجاري يلي انا بابي على بابه، السوري يلي ماخلاني ارجع عالبيت غصب عني

كنت رح اتهاوش انا وياه، وبده يطلعني معه بالسيارة غصب عني، مع انه مو عارف انا وين رايح

لجاري التركي يلي داير معي من هون لهون، اطلع معي بالسيارة وخلي اولادك وكذا.. للآن

لوين بدي قلك، للجامع لما اجتمعت الناس، للصالة الرياضية، لصاحب الدولموش (ميكرو باص) يلي طلعنا، للأقارب يلي اتصلوا علينا

لطريق أنقرة، للدوماني ، الشب يلي من دوما يلي صلح لي السيارة في انقرة

للشب الحلبي يلي صلح لي السيارة ايضا بأنقرة كان معه

لصاحب السطحة (الرافعة) التركي يلي وصلني من جنب أنقرة لقلب انقرة ساعة ونصف وما رضي ياخد غير حق مازوتتاته

للشب السوري يلي مارضي غير يدخلني لبيته بأنقرة، يفطرنا ويريحنا وبعدين تكفوا سفركم

للشباب يلي كانوا مجهزين بيوت في اسطنبول، للشباب يلي مجهزين بيوت بأنقرة.

شو بدي عدلك؟ ألف شغلة خير أنا شفتها، ألف، هي على مستواي الشخصي

  يعني بدك تعد الخير؟ الله اكبر.. يعني شي مذهل

دلائل على وجود حياة

كانت اسطنبول بعيدة عن خطر الزلزال، حصل فيها مجرد هزات ارتدادية، لكن الناس فيها كانوا قريبين أكثر مما نتخيل
ــــــــ حالة أرض
7 مارس 2023