التعرّض المتكرر لأصواتٍ تفوق 100 ديسبل يُسبّب أضرارًا جسيمة للأذن البشرية تؤدي مع الوقت إلى اتلاف السمع نهائيًا.. حقيقةٌ علمية يُمكن لمدينة مثل القاهرة أن توفّر شروطها كل يوم.. خاصةً لساكني وسط المدينة مثلي.
والكثير مِمن يسكنون هذه المدينة يمكن اعتبارهم صيّادي صمت، يطاردونه كلما سنحت فرصةٌ للراحة، وإن كان من الصعب -حتى في أكثر البلدان هدوءًا- أن تجد مكانًا لا يصله صوتُ أثرٍ بشري.
البحث عن الصمت، والسكون إليه، هو محاولة لحجب الضوضاء التي تلفظها القاهرة ويلقطها الميكروفون.. لكن خروجي من وسط المدينة المعرض للإزالات والتجريف لم يكن حلًا نهائيًا، في رحلتي للبحث عن الصمت.
ففي الأطراف والضواحي وجدت حمى من نوعٍ آخر.. التسابق في البناء والإنشاءات، وهي إن كانت معاكسة لحمى الهدم، إلاّ أنها في الحساب الأخير ضوضاءٌ تردّ على أخرى.














