fbpx
أسماء الشيخ
كاتبة مصرية

أرانب العالم بخير

قابلت أمي مصادفة إحدى جاراتها القدامى، بعد التحية، سألتها عن سبب ارتدائها للأسود، شرعت الجارة في البكاء، وقالت بين الشهقات المتقطعة أنها دفنت أباها بالأمس، أمي التي حضرت عزاء الرجل منذ ما يزيد عن عشرين عامًا، رفعت حاجبها متشككة في قوى الجارة العقلية، لم تتركها الجارة...

من يفصص البازلاء؟ أو غير الموجودين في علم الاقتصاد

عمل أبي كمهندس كهرباء في شركة تابعة للقطاع العام المصري، وقضى أوقات فراغه في إدارة متجر للأدوات الكهربائية يتشارك ملكيته مع إخوته، وعندما باع أعمامي المتجر، وأخذوا قرضًا من البنك لإنشاء مصنع لتجميع المصابيح النيون، كان مرتبه من شركة الكهرباء هو الضامن، وبين زخم...

البحث عن عيش بلدي وآحادي قرن ولغة مثالية

قبل أن تقلع الطائرة بدقائق قام الجالس إلى جواري بمكالمة أخيرة لوالدته، طمأنها أن كل شيء سار على ما يرام عدا أن زوجته نسيت أن تضع "الجبن التركي" الذي أكد عليها مرات ألا تنساه، وظلت تؤجل إخراجه من الثلاجة حتى لا يفسد. عرفت فورًا أنه من الإسكندرية لأنه وصف الجبن "الأصفر...

التحول إلى الرمادي.. رحلة البحث عن جدي

لم أبك جدي يوم وفاته، لكنني بكيت حزن أمي على فراقه. توفي جدي وأنا في الثانية والثلاثين من العمر، حفيدة أخرى في طابور طويل من الأحفاد فلا شئ مميز لوجودي في حياته، لكنه كان جدي الوحيد. لم تكن هناك أي علاقة لا مميزة ولا غير مميزة تربطني به. لكنني ومنذ كنت طفلة تسحبها...

الحركة على أقدام ثابتة

عشتُ عمرًا طويلًا قبل أن أتعرف على بطني. هذا الجزء تحديدًا من جسمي كنت أحاول تجاهله قدر الإمكان. بطني هي كرشي، هي علامة إصابتي بتكيس المبايض، هي كوب القهوة الزائدة الذي لا يفهم من حولي لماذا أحتاجه. هي من جعلت من حملي معجزة وليس حدثًا واردًا. هي صداع منتصف اليوم، هي...

دورة حياة الميزو.. أو كيف يتعلم الطبيب

التدريب الأول.. طوعي  أول تدريب عملي تلقيته في ممارسة الطب كان في استقبال مستشفى "شرق المدينة" بالإسكندرية. ذهبت طوعًا في إجازة السنة الثالثة من الكلية. وفي ليلة من ليالي اغسطس السمجة دخلت مصيفة وجهها مصبوغ بأشعة الشمس، مع تقشير خفيف للجلد حول الأنف. تضع مكياج كامل من...

مستعمرة الملل

في يومي الأول في الكلية جلست في مدرج مهيب بين مئات من أطباء المستقبل منتفخة مثلهم بالأمل كبالونات أعياد الميلاد. وقف على المنصة رئيس اتحاد الطلبة، طالب في السنة النهائية يدعى عماد حمدي ولا يشبه الممثل في شيء. سأل عن مؤلف مسرحية الملك لير. رفعت يدي بحماس طالبة الثانوية...