fbpx

الملابس

صُنع في الجزائر

كنت دائمًا ما أرافق والدي في تمشياته وأنا طفلة. كان من الصعب اللحاق بخطواته الطويلة، بالنسبة للفتاة التي كنتها. لم يكن يتكلم كثيرًا. وغالبًا ما كنّا نتوقف أمام واجهة محلٍ غير بعيدٍ عن مسكننا، في شارع عبان رمضان، بوسط الجزائر العاصمة. كان والدي يتأمل الواجهة والسلعة...

وكالة البلح.. مساحة لخداع آلة السوق

في توجهي من وإلى محطة رمسيس بالقاهرة، مركز مواصلات العاصمة، أمُرّ على منطقة بولاق أبو العلا. عادة ما ألمح، صفوفًا شبه منظمة من مُعلّقات تبدو من بعيد كأنها طيف ألوان، ومن قريب هي حوامل معدنية تحمل ملابس من كل شكل ولون.  هذه المرة قررت أن أكتشف المكان الذي لطالما مررت...

أن تجد نفسك في كومة ثياب

عندما بلغت الثانية عشرة، أي قبل حوالي عشرين سنة من اليوم، شعرت رشا بأن ارتداء "ثياب الجميع" لا يتناسب مع شخصيتها. أرادت شيئاً جديداً، لكن كل متاجر الثياب عجزت عن تلبية رغبتها هذه. في الثمانينيات والتسعينيات شهدت ثقافة الـ غوثيك انتشاراً أكبر مما كانت عليه في السابق،...

الرفا.. كي لا نرى العيوب

في نظرته الطويلة الممتدة إلى اللاشيء، يحاول عم "حسين السيد محمود الغزولي" استعادة مشاهد سابقة من حياته. يستعيد لحظة انتقال جده الكبير "الغزولي"، الذي تعلم حرفة رفا ملابس في القاهرة، إلى الإسكندرية وتحديدًا في حي بحري ليستقر هناك أوائل القرن العشرين، مورّثًا حرفته...

يد ثالثة

اشترت سفانة مقصها الخاص، أول مقتنياتها لتنفيذ مشروعها، وأصبح مثل يد ثالثة لها، إذا تاه تاهت معه، وإذا اختفى لا تجد نفسها إلا إذا وجدته، لا يجرؤ أحد منا على الاقتراب منه، لمسًا أو كلامًا، تكلمه سفانة وتترجاه وتُقبله وتنتظر منه المساعدة والإلهام. لكن الحكاية بدأت قبل...

خيّاطة مناسبة للأحلام..والميزانية

لطالما كانت الخيوط والأقمشة حاضرة في ذاكرتي، فهي لا تغيب عن كل البيوت التي أزورها. في طفولتي كان النسج والحياكة هما الأبرز في أوساط خالاتي، ومع الوقت أصبحت الخياطة، مُجسدّة في الآلة، هي الأكثر حضوراً. لا أذكر أنه سبق أن دخلت عند أقاربي أو أصدقائي إلا ولاحظت آلة...

خيوط المعطف البريئة

عندما كانت عناصر فرقة أمن الدولة تحاصر منزلنا في أطراف الصحراء استعداداً لاعتقالي سنة2007، كانت أمي تعد لي كومة ملابس تحشوها على عجل في جوف حقيبة رياضية سوداء، جواربَ صوفية وسراويل داخلية وبدلة رياضية ودعوات وبكاءً ذا نشيج.  عجّل سقوط آخر فرد في الخلية الطلابية التي...

خزانة جدتي

تربطني علاقة غريبة الأطوار مع الملابس. في الأعياد والمناسبات كانت جدتي تعطيني ملابس قديمة من خزانتها أيّام شبابها، غالية ونادرة لأرتديها. ملابس باهظة الثمن كانت رمزا للثراء والفخامة في الأفلام الأجنبيّة التي كنت أشاهدها، لكنها لم تكن مريحة أبداً.  أذكرُ "مانطو" جلد...

حياتنا المنشورة.. على حبل الغسيل

كلوثوغرافيا لا أطوي ملابسي؛ حياتها الدّوريّة من حبل الغسيل إلى الجسد إلى الغسّالة إلى حبل الغسيل.. تكشف علاقتي بحبل الغسيل نمطَ حياتي الذي ينزع نحو توفير الطّاقة: جواربي بلون واحد؛ لا وقت لإجراء مطابقة فردَتَي الجورب الـمُنحازة دائماً إلى قانون مورفي.. ملابسي غامقة...

الطربوش.. تجربة متعثرة لخلق “مواطن”

ربما تبدو مسألة اختيار الواحد منا لملابسه عند الخروج، أو عند دخوله للبيت أمرًا شديد العادية والبساطة، أيضا تبدو عملية شراء ملابس جديدة كأنما محكومة بالأساس بتفضيلاتنا الشخصية، وأذواقنا الخاصة، ما يحكمنا للوهلة الأولى قدراتنا الاقتصادية، ولكن عند التمعن في الأمر يبدو...

ملابس لا ترتديها الإنفلونسر

"صباح الخير الحاجة".. يقول محصل التذاكر بصوت بشوش وهو يمد يدا تنتشل القفة من الأرض، واليد الأخرى ليساعدها على الصعود للحافلة. تدعو له وللجميع بالخير بينما تتوجه لمقعد تطوع به أحدهم حال رؤيتها. يجذب ناظري الحايك الذي تضعه، صرت لا أراه كثيرا، ازار أبيض مصفر، تشد طرفيه...

جينز محلي لإخفاء أسى البدانة

تصيبني السمنة بالحيرة. شراء "طقم" مكون من بنطلون وما يفتح به الله علينا من قميص أو تي شيرت مسألة تستغرق الكثير من التفكير، هل بنطلون جينز أزرق فاتح أو غامق يستحق أن تهدر كثير من الأموال عليه؟ أم توفر جلّ المبلغ للجزء العلوي. ما هي الألوان والتفصيلات التي يمكن معها...

ملابس ليبية واحدة.. مجتمع واحد

في طفولتي لم أعرف أحداً لم يُلقب بلقبٍ التصق به، وكنتُ الوحيد بين الجميع الذي التصق به اسمٌ يدل على ملابسه، "شورتات طماطم"، هذا كان لقبي الذي عرفت به في الحي. كنتُ أرتدي شورتاً أحمر فاقعاً مليئاً بثمار الطماطم البيضاء، يصل الشورت إلى منتصف فخذي أخرج به للعب في الشارع...