fbpx

ddddd

قواعد لتماثيل شاغرة‎

حين يكون الناس قواعد شاغرة لتماثيل غير مرئية
سفيان زوقار
15 يناير 2021

 

قواعد لتماثيل شاغرة‎

قواعد لتماثيل شاغرة‎

قواعد لتماثيل شاغرة‎

كل حركة تغيير في العالم تُسقط تماثيلاً وترفع أخرى. قد تترك القواعد شاغرة كدليل على حركة الإسقاط، وتنصب بذلك تماثيلاً غير مرئية ما تزال قيد التشكل قبل الخروج إلى الحيز العام بصيغة وجه، أو قد ترفع تماثيلها ورموزها الخاصة كما رأينا مع حركة بلاك لايفز ماتر التي استردت القواعد وشغرتها بأخرى تحكي القصة التي كانت تصمت عنها تماثيل البيض المستعبِدين الساقطة تواً.

منذ حرب العراق وبعدها خلال ثورات عام 2011 و حراكات السنوات العشر الأخيرة، رأينا تماثيل الحكام العرب تسقط وصورهم تُمزّق.. بعضهم حتى لم يكن يمتلك تماثيل ملموسة، لكنه سقط كصنم في خيال النّاس ..

أسقطت مسيرات الحراك في الجزائر أكثر من تمثال ورمز ورفعت صور آخرين .. البعض رأى هذا كاسترداد لرموز خطفتها السلطة، والبعض شعر أنّها عملية نصب تماثيل جديدة.. أغلب الرموز كانوا شهداء وأبطال معروفين من الثورة الأولى (1954-1962).. لكن هناك أيضا من كانوا يحملون صوراً أصغر، أو نسخاً من مقال لجريدة أو بطاقة محارب قديم.

الأكيد، أن حاملي الصور كانوا بمثابة قواعد متحركة تُنادي بأسماء الرموز التاريخية تلك .. فهذا يحمل صورة جدّه الشهيد، وذاك مقال يذكّر ببطل منسي..

هذا العمل محاولة لرسم صورة ثائر منسي (من سنة 1901)، شارك وقاد انتفاضة فلاحين بمدينة مليانة -جنوب غرب العاصمة- ورُحَّل مع أصحابه إلى فرنسا ليعرف سنيناُ من السجن والمحاكمات.

أو هو بحث عن تمثال لم يُنحَت بعد، من خلال استعادة لبطاقة بريدية فرنسية استعملت صورته وهو سجين ووضعت عليها اسماً ليس له (المرابط يعقوب) وطمست حكايته… العمل محاولة لشطب التزوير الذي لحق بالرجل واسمه لمحو تاريخه.. محاولة لرفع اسمه الحقيقي عاليًا.. يعقوب محمد بن حاج محمد.