fbpx

عيون الثورة (٤).. كوارانتين ستايل

كنت أتابع رسم "عيون الثورة" حين تم إعلان الحجر الصحي العام في بيروت.. منذ عام
18 مارس 2021

رسم يحتمل أكثر من قراءة، فيه البدايات مبعثرة كما النهايات، تدور وتعيد نفسها بأشكال مختلفة، حيث يمكن للقارئ الانتقال من رسم لآِخر باتجاه اليمين أو باتجاه اليسار كما يمكنه اختيار نقطة البداية أو النهاية، حيث لا توجد خيارات منطقية، هي فقط نسبية تعتمد على حاسّة المتلقي ورغبته الشخصية. 

يميناً أو يساراً، شمالاً أو جنوباً، لا تنطبق على “عيون الثورة” حدود جغرافية أو تسلسل زمني، يمكنه الانتشار بكل الاتجاهات، تارةً كثيف بكثافة الأحداث وتارةً ساكن. ينتقل بين الفوضى والعدمية، مروراً بحالات التهجين والتعليب والترتيب، التنظيم والرفض، الثورة. 

مقدمة تتكرر حتى انتهاء العمل.

 

18 آذار (مارس) 2020: عند الساعة الثانية عشر من منتصف الليل، أغلق مطار رفيق الحريري الدولي أجواءه أمام حركة الملاحة الجوية في بيروت، وفي فرنسا، تمّ إعلان الحجر الصحي الشامل، وإغلاق الحدود البرية والجوية، الذي استمر حتى نهاية شهر أيار 2020..

 

عيون الثورة (٤).. كوارانتين ستايل

باريس 17 آذار (مارس) 2020: رغم الإعلان عن ترك أبواب المحال الاستهلاكية المختصة ببيع المواد الأولية مفتوحة خلال فترة الحجر الشامل، إلا أن حالة الهلع كانت تسيطر على الأجواء، وتعثّر الوصول إلى بعض البضائع الغذائية، كالطحين والبطاطا وخميرة الخبز، ودخلنا في حالة حرب ضد المجهول وصراع من اجل البقاء لا نهاية معروفة لها..

 

عيون الثورة (٤).. كوارانتين ستايل

آذار (مارس) 2020: إعلان فيروس كورونا أو كوفيد 19، وباء عالمي سريع الانتشار، مرض تنفسي حاد مجهول المصدر،  ليتسبب في سقوط ملايين الضحايا حول العالم. على الجميع من اللحظة تغطية الوجه بكمامة طبية، أصبحت بضاعة نادرة يصعب الوصول إليها!؛ كما أصبح علينا العد حتى الثلاثين، الغناء والفرك أثناء غسل الأيدي، واستخدام محلول كيميائي للتعقيم عند كل حركة، لكن المعقم السحري هذا اختفى أيضاً من الأسواق.

خسر الكثير عملهم بعد إغلاق العالم  وبادرت الكثير من الشركات لإنتاج مواد التعقيم بينما احتلت الكمامات واجهات المحلات ورفوف ورش الخياطة… وباتت الكمامات تلحق آخر الصرعات وأخذت أشهر دور الأزياء والموضة تتنافس في تصميمها!

 

عيون الثورة (٤).. كوارانتين ستايل

بأعراض تشبه الزكام والانفلونزا الموسمية، ارتفاع بدرجة حرارة الجسم، تعب شديد وسعال جاف، قدم فيروس كوفيد 19 المستجد نفسه للعالم، لنكتشف لاحقاً أنّه قد يحرمنا القدرة على الشم والتذوق، ألام في الرأس وتشنجات عضلية في حالات متقدمة من الإصابة تتصاعد لتقوم بتعطيل الجهاز التنفسي والرئتين حيث يشعر المريض بضيق في التنفس وألم في الصدر وصعوبة في النطق والحركة. 

هذا الفيروس الغريب القاتل كان مركز دراسات وتحليلات مستمرة لتحديد أصله ومنشأه، تفكيكه وتحليله للوصول إلى الترياق. 

وبعد أن توقفت عجلة العمل والإنتاج وساد الصمت شوارع أكثر المدن اكتظاظاً، تفرّغ العالم لتبادل الاتهامات والنعوت والروايات حول تسربه من المخابر البيولوجية الصينية إلى علاقة عابرة بين حيوانات برية وبائع نتج عنها الفيروس المعجزة.

 

عيون الثورة (٤).. كوارانتين ستايل

أعداد الحالات والضحايا المتصاعدة يومياّ وبشكل مستمر كشفت هشاشة الوضع الصحي في العالم. دول كاملة لم تكن ولازالت لا تملك سوى عشرات أجهزة مساعدة التنفس الطبي، شح في الأوكسجين وفي الطواقم الطبية.

وفي وسط كل هذا كانت الحكومات، ترتكب الأخطاء وتتبادل الاتهامات بين بعضها، وتعزز سيطرتها على حياة المواطنين اليومية وتتكتم عن الأرقام الحقيقية لحجم كارثة أصبح أثرها ملحوظاً من الفضاء.. ومقابر جماعية تنمو وتتوسع من كافة أنحاء العالم، من الولايات المتحدة وصولاً إلى إيران..

في سوريا.. دخل الفيروس إلى الزنزانات وأقبية الاعتقال، ليحصد حياة من لازال يقاوم التعذيب، يتمسك بحق الحياة! بينما يتمسك نظام بشار الأسد بإنكار وجود أي إصابات ناهيك عن وجود المرض أصلا!، إلا أن وسائل التواصل الاجتماعي والإعلانات الفردية عن الإصابة بالفيروس وأعداد الوفيات المتزايد يفضح تكتمتهم. 

في بيروت.. ما زالت الأوضاع في تفاقم ومع صعود عدد الحالات والضحايا.. ارتفع الدولار وانهارت العملة والسوق والحياة كما عرفناها، لتبقى الدولة معلقة بشعرة الخوف من مجهول أكثر خطورة وفتكاً! حكومة تصريف الأعمال اليوم تقتات على الخوف من غيابها بينما تستخدم الوباء لإغلاق أبواب المدارس والمؤسسات والبيوت، إغلاق أي طريق نحو الحل.. إغلاق إي مساحة جادة للتعبير أو التظاهر.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الفصل الرابع كاملاً

 

عيون الثورة (٤).. كوارانتين ستايل

 

لمشاهدة الفصول السابقة من عيون الثورة