fbpx
خطــ٣٠ // تنشر وفق الحقوق المفتوحة Copyleft

بالمناسبة.. كان هناك استقلال

قد يكون الأمر عاديًا بالنسبة لبلد استقل حديثًا.. فستون سنة مدة قصيرة حتى في حياة شخص واحد، ووالدتي التي كان عمرها سنة ونصف يوم استقلت الجزائر لم تخرج إلى التقاعد بعد
ــــــــ استقلال
5 يوليو 2022

متى أمطرت لآخر مرة هذا العام؟ منذ شهرين؟ ثلاثة؟ سؤال نطرحه كل صيف وصرنا نطرحه حتى قبل حلول الصيف منذ أعوام. أكتب يوم السبت 25 جوان (يونيو) في الجزائر العاصمة وذاكرتي غير الدقيقة حتمًا تشعرني أن المطر هطل آخر مرة هنا أواخر أفريل. كيف ستصير المدينة بعد عشرين، ثلاثين سنة من الآن، بعد أن يزيد التغير المناخي طينها جفافًا وفي ظل ضعف سياسات محاربته أو غيابها كلياً في البلاد؟

على بعد 400 كم شرق العاصمة تقع مدينة باتنة. ولِدت وكبرت هناك كما ولدت أمي عام 1961 وعاشت فيها كل حياتها. قرب المدينة، توجد قرية صغيرة تسمى وادي الشعبة تسكن فيها خالتي، وكنا نزورها رفقة أمي عندما كنت طفلاً. وأتذكر واديًا، سُمي باسم المكان، كان ماؤه غزيرًا حتى في عز الصيف. 

تنحدر مياه الوادي من الجبال القريبة لتسقي أراضي الفلاحين في القرية. تروي والدتي مؤخراً، بعد أن زارت المكان أن المياه اختفت من الوادي تقريبًا، وحتى الوادي نفسه أصبح ذو عمق ضئيل إثر تراكم الأتربة في السنوات الماضية، بعد أن كان عميقًا كما تتذكره في طفولتها. 

كما أتذكر، وأنا طفل، أن وديانًا أخرى كانت تعبر وسط مدينة باتنة، وكانت تفيض في بعض الأحيان عندما تتهاطل الأمطار القوية، فتغرق الأحياء المجاورة لها. نقص تدفقها تدريجيًا مع الوقت وصارت جافة غالبا. فغطتها السلطات المحلية وبنت فوقها منصات اسمنتية في السنوات العشر الأخيرة، لتمرّر طرقًا جديدة.

في الحقيقة.. أمطرت السماء بعض الشيء البارحة والأسبوع الماضي لكنكم لا تعلمون هذا. في الغالب، سيصدق القارئ في بيروت أو لندن افتتاحية المقال لأنه ينهل من سردية سائدة حول تدهور أحوال الكوكب. لا يعني هذا أن التغير المناخي ليس حقيقة، يعلم هذا سكان الهند وباكستان وإيران الذين يعانون من موجة حر شديدة وغير مسبوقة منذ شهور. 

لكن المقصود من المقدمة المضلِّلة هي السرديات وكيف تسطّح حقائقنا. فالتغير المناخي الذي جعل فلاحي وادي الشعبة يتضررون ووديان باتنة تنشف سمح بفتح طرقات وساحات كثيرة غيّرت وجه المدينة، وانتفع الكثيرون من الأمر بفتحهم محلاتٍ مطلة على الطرق الجديدة بعد أن كانت بيوتهم تطل على وادي متسخ وغير صحي. وقد تفيض الوديان من جديد في المستقبل بفعل التغير المناخي أيضًا وتحدث كارثة في المدينة، لكن لحد الآن هناك عائلاتٌ تغيّر وضعها الاقتصادي بسبب جفاف الوديان، على الأقل في باتنة. 

هذه بعض التعقيدات التي يمحيها خطاب “الكارثة المناخية”.

افتح البلاد.. أغلق البلاد

قبل الخوض أكثر في السرديات وجب الحديث عن الحركة الحاصلة مؤخرًا هنا.. في الجزائر. يحدث الكثير في بداية هذا الصيف الذي أعطى إشارة انطلاقه ديجي سنايك، ربما دون أن يعلم، بأغنيته ديسكو مغرب. وتحتضن وهران -400 كم غرب البلاد- ومقر شركة الإنتاج والتوزيع الموسيقي “ديسكو مغرب” (والتي حملت اسمها أغنية ديجي سنايك)، المغلق منذ سنوات في وسط مدينة وهران، الطبعة التاسعة عشر من ألعاب البحر المتوسط، حيث حجّت وفود بلدان الحوض إلى الباهية. 

بالاضافة إلى حفل الافتتاح الكبير، حرصت السلطات الجزائرية على جعل الحدث يتزامن مع احتفالات الذكرى الستين للاستقلال، يوم 5 جويلية (تموز). جعل كل هذا المدينة تحيا وتعطي متنفسًا للبلاد بعد أكثر من عامين من الغلق الصارم جراء الجائحة وبعد صيف 2021 الكارثي

جعل هذا الحدث الكثير من الجزائريين يتنقلون إلى وهران لعيشه، فلاقوا هناك من جاؤوا من أجانب مع الوفود الرياضية، مما صنع تقاربًا بين الجزائريين والأجانب، نحن غير معتادون على رؤيته هنا.

كما أظهرت فيديوهات كثيرة على منصات التواصل التفاعل بين الجزائريين والأجانب في وهران، في بعضها يرقص رياضيون أجانب على الموسيقى الجزائرية، وترينا فيديوهات أخرى مواقف طريفة يصطف فيها شباب جزائريون لأخذ صورة مع رياضيين من إيطاليا أو سلوفينيا، أو يطلب فيها آخرون حساب أنستغرام من رياضية أوروبية أخرى. وتبين كل هذه الصور تعطش الكثير من الجزائريين إلى التفاعل مع الأجانب.

يترك فقر الإنتاج المحلي، كمّا ونوعًا، مساحةً شاسعة للمحتوى “الأجنبي” الذي عادة ما يتمتع بجودة تقنية عالية وقدرة توزيع هائلة لكي يحصد مشاهدات أكبر. أضف إلى هذا طبيعة البلد المنغلقة وندرة السواح الذين يزورون الجزائر

أثار كليب وأغنية ديجي سنايك الكثير من الجدل. لا شك أن نجاحها (44 مليون مشاهدة على اليوتوب لحد كتابة هذه الأسطر، بالإضافة إلى سماعها تدوي داخل الكثير من السيارات في العاصمة وفيديوهات التيكتوك وما بين أشواط ألعاب وهران) يدل أنها أعجبت الكثيرين، لكن البعض انتقد الطابع والريثم العلاوي (القادم من البادية) الذي يغلب على الأغنية، في حين أنها تحمل اسم “ديسكو مغرب” كإشادة بشركة التوزيع والانتاج التي رافقت أجمل سنوات طابع آخر: الراي.. أي العلامة التي طبعت تمدّن موسيقى الراي وتحديثها وتصديرها للعالمية. 

ورأى البعض اﻵخر المشكل في غياب حبكة أو سردية عن الكليب، وكونه مجموعة صور، بعضها نمطية، “من” و “عن” الجزائر، مما قرّبه من وثائقيات قناة “ناشيونال جيوغرافيك” أكثر من فيديو كليب موسيقي.

إلى هنا فالأمر عادي نوعًا ما فليس من شأن منتج ثقافي أو موسيقي ما أن يعجب الجميع. لكن الجدل تعدّى الموسيقى والثقافة، واتّهم بعض المعجبين المنتقدين بأنهم “اعداء النجاح” وحتى “أعداء الجزائر” لأنهم يهاجمون فنانًا أراد “الترويج للسياحة في الجزائر”ولـ”صورة” البلاد، ولا يهم إن كانت تلك نية ديجي سنايك أم لا. ليرد بعض المنتقدين أن المعجبين لهم عقلية “مستعمَرين” يمجدون كل ما ينتجه الغرب، ولم يشفع في الغلو كون ديجي سنايك فرنسي من أم جزائرية أو أنه اشتغل مع شركة إنتاج جزائرية لتصوير الكليب.

كما انتقد آخرون عدم “مطابقة” ما قدمه الفنان لـ”صورة” الجزائر، وذلك عبر إظهاره لشرائح من المجتمع لا تمثل الجزائر أحسن تمثيل، حسبهم.

خطــ٣٠ // بالاستعانة بصور أصلية لـ محمد فؤاد سماش و هاجر وسلاتي

لكن الأمر يتعدى ديجي سنايك و”ديسكو مغرب”، ففي كل مرة يصدر فيلم أجنبي أو شريط وثائقي أو مسلسل يتناول “الجزائر” كموضوع، يشكل الأمر حدثًا ويسيّلُ حبرًا كثيرًا في البلد، أكثر بكثير من أي منتج ثقافي محلي. ويتعدى هذا السينما والموسيقى ويظهر كذلك على مواقع التواصل واليوتيوب.

ظهر في السنوات الأخيرة عدد من المدونين الأجانب المهتمين بـ”الجزائر” كموضوع لمحتواهم، منهم شاب مصري ويوتوبر فرنسي وطفل أمريكي.. لاقت فيديوهاتهم ومنشوراتهم نجاحًا كبيرًا وجمعت الملايين من المشاهدات وصاروا مشاهير في الجزائر، ووصل الحد حتى دعوة الطفل الأمريكي لزيارة الجزائر من قبل السلطات، بالتنسيق مع سفارة بلاده، وحتى استقباله من طرف.. رئيس الجمهورية. 

هل سيستقبل جو بايدن طفلاً جزائريًا؟ دعنا من هذا السؤال، هل سيستقبل الرئيس تبون طفلاً جزائريًا يريد لقاءه في الذكرى الستين لاستقلال بلادنا؟ ربما..

ما الذي يفسر هذا الهوس بـ”صورتنا” لدى الأجانب؟ بعيدًا عن كليشيه الجوهرانية والقول إننا “هكذا” في هذه البلاد أو هذه المنطقة، فالبشر بتشابهون إلى حدٍ كبير أينما ولدوا وكبروا، وقد رأيت الأمريكيين أيضًا مهووسين بكيف يراهم باقي العالم ويطرح الكثير منهم هذا السؤال عندما تزور بلدهم. لكن هناك عوامل تفسر في نظري هوسنا هذا بالمحتوى الأجنبي الذي يتحدث عنا.

أفهم أهمية وقوف العائلة بكامل أفرادها أمام الكاميرا وهم حريصون على الظهور بأفضل حلّة، سواء كانت الصورة ستستقر في إطار على جدار الصالون أم داخل ألبوم العائلة أم داخل ظرفٍ يُرسل إلى خالٍ أو أخٍ في الغربة.. وفي كثيرٍ من الأحيان، يكون الجو العام في الجزائر تُجاه “صورتنا” بهذا المنطق: نحن نرسل لكم أخبارًا عنّا، نحن بخير، طمنونا عنكم؟

يترك فقر الإنتاج المحلي، كمّا ونوعًا، مساحةً شاسعة للمحتوى “الأجنبي” الذي عادة ما يتمتع بجودة تقنية عالية وقدرة توزيع هائلة لكي يحصد مشاهدات أكبر. أضف إلى هذا طبيعة البلد المنغلقة وندرة السواح الذين يزورون الجزائر.

يجعل هذا الأمر فضول الجزائريين لمعرفة تصور الأجانب عنهم يتضاعف ويصبح شعورًا دائمًا بالإحباط وحاجةً إلى الاعتراف والإقرار من عالم خارجي لا يسمع بهم إلا نادرا، ويدفعهم إلى استهلاك محتوى أجنبي ذو جودة عالية يتحدث عنهم وعن بلدهم، خاصة إذا كان إيجابيًا. 

الأمر أشبه بالصورة العائلية قبل زمن التصوير الرقمي وانتشار الهواتف الذكية. كانت استوديوهات التصوير مصدر الصور الفوتوغرافية الوحيد، وكانت فرصة العائلات الوحيدة لأخذ صورة تذكارية هي صورة يوم العيد، فتحرص على الظهور في أحسن وجه وفي أجمل ملابس. وفي غياب محتوى محلي ينافس المحتوى الأجنبي ويعطيه حجمه الطبيعي، يعطي المشاهد الجزائري انتباهه بسخاء، الشيء الذي فهمه الكثيرون من صناع المحتوى الأجانب.

وهنا يكمن الفرق، إذ إنه من الصعب جدًا أن يصل محتوى يوتيوبر جزائري يهتم بأمريكا إلى “الماينستريم” هناك وأن يستقبله جو بايدن في البيت الأبيض. 

ولأني عملت لسنواتٍ، لما كنت أعيش في باتنة، في أستوديو تصوير.. أفهم أهمية وقوف العائلة بكامل أفرادها أمام الكاميرا وهم حريصون على الظهور بأفضل حلّة، سواء كانت الصورة ستستقر في إطار على جدار الصالون أم داخل ألبوم العائلة أم داخل ظرفٍ يُرسل إلى خالٍ أو أخٍ في الغربة.. وفي كثيرٍ من الأحيان، يكون الجو العام في الجزائر تُجاه “صورتنا” بهذا المنطق: نحن نرسل لكم أخبارًا عنّا، نحن بخير، طمنونا عنكم؟

شكون حنا؟

لكن ما علاقة كل هذا بالسرديات؟ ترتبط الصورة المسوّقة عن بلد ما حتمًا بالسردية التي يمكن أن تتشكل عنه في لحظة ما. فمثلًا، أصبحت معركة الصورة مركزية في بداية حراك 2019 في الجزائر، وكسبها المتظاهرون والناشطون من خلال الترويج لمظاهر الطابع السلمي والحضاري للمسيرات.

وتهافتت وسائل الإعلام الأجنبية للمشاركة في بناء سردية الشعب المتحضر التواق إلى الديمقراطية (مرة أخرى، هذا ليس بالضرورة أمرًا خاطئًا) وانتصرت هذه السردية على سردية نظام بوتفليقة المستهلكة حول الاستقرار والاستمرارية.. في وسائل الإعلام على الأقل. 

وبينما تحضّر البلاد اليوم احتفالات الذكرى الستين للاستقلال، وفي قلب هذه الاحتفالات عرضٌ عسكري ضخم أغلق من أجله المدخل الرئيسي الشرقي للجزائر العاصمة لمدة ستة أيام، أتذكر عيد الاستقلال أيام الحراك. حيث صادف الخامس من جويلية (يوليو) 2019 يوم الجمعة، أي يوم المسيرات آنذاك. 

وامتلأ شارع ديدوش مراد، في قلب العاصمة، بعشرات آلاف المتظاهرين وهم يهتفون “الاستقلال، الاستقلال”. ليشكل شعار “الشعب يريد الاستقلال” بعد ذلك جدلًا آخر. فدافع مؤيدوه عن سردية تقول إن الأرض تحررت في 1962، لكن سكانها لا زالوا لم يستقلوا طالما أن العسكر يهيمن على الحياة السياسية في البلاد، في حين رأى معارضوه أن الاستقلال كلمةٌ لها وزن كبير في هذه الأرض، وضحى من أجلها الملايين بأرواحهم في ثورة للتحرر من الاستعمار ولا يجب أن تستعمل سدى. 

وبين الأورثودوكسية اللغوية للأخيرين وهرطقة الأولين ذاب زخم الحراك في سرديات ثانوية، هذه وأخرى، وانطفأ ببطء.

يبدو أن المجتمع الجزائري لا يملك بعد وسائل بناء سرديات مستقلة تتنافس فيما بينها، لا في السينما ولا في مجال آخر.. قد يكون الأمر عاديًا بالنسبة لبلد استقل حديثًا.. فستون سنة مدة قصيرة حتى في حياة شخص واحد، وهي مدةٌ أقصر في تاريخ بلد..

تتجاوز أهمية السرديات موضوع الحراك لكنها الأمثلة التي تحضرني وتخدم الغرض، كما لا يمكنني إلا أن ألاحظ هوس الدولة الجزائرية بالسيطرة على الصورة، منذ كانت تنظيمًا ثوريًا في الخمسينات.. حيث خاضت الجزائر ضد فرنسا حربًا على الصورة من خلال جريدة “المجاهد”

تبني السرديات القوية الإيديولوجيات وتُكسِب أصحابها الحروب والانتخابات والصفقات. تصقل الأمجاد وتحطم الأشخاص بغض النظر عن وفائها لـ”الحقيقة” من عدمه، فالواقع غالبًا ما يكون أكثر تعقيدًا و تشعبًا وثراءً من وضعه في قالب جاهزٍ يخدم توجها أو مصلحة ما. 

ما يظهر من كل هذا أن المجتمع الجزائري لا يملك بعد وسائل بناء سرديات مستقلة تتنافس فيما بينها، لا في السينما ولا في مجال آخر. تحتكر الدولة صنع السرديات التاريخية والسياسية في أغلب الأحيان، وتضيق المجالات الأخرى.

وقد يكون الأمر عاديًا بالنسبة لبلد استقل حديثًا.. فستون سنة مدة قصيرة حتى في حياة شخص واحد، فوالدتي التي كان عمرها سنة ونصف يوم استقلت الجزائر لم تخرج إلى التقاعد بعد. وهي مدةٌ أقصر في تاريخ بلد. 

لذا، قد يكون الحال عاديًا في بلدٍ بقي مستعمرًا لمدة 132 سنة، هُدِّم فيها المجتمع وخُرِّبت ذاكرته ولسانه بطريقةٍ لا نزال نحاول فهمها. وقد تتغير الأمور في المستقبل القريب ويتمكن المجتمع من بناء جسور جديدة وصقلِ أدواته وأسلحته لصناعة صورٍ عن حاضره وتاريخه. 

ويمكن أن يصير الجواب على سؤال/إعلان رياض محرز الشهير سنة 2017 “شكون حنا؟”، أغنية راب لنيرمو وزاك تقلب السؤال بـ “حنا شكون” وتجيب “حنا اللي ف الحومة قاعدين.. حكومة داخلين خارجين”.. أو حتى بارودي للإعلان من طرف اليوتيوبر ديزاد جوكر يستعيد فيها نفس السؤال.

أو ربما، يجب أن نفهم أيضًا أن سيرورة التاريخ ليست خطية بل عادةً ما تتقدم المجتمعات خطوة وتتراجع بأكثر من ذلك، وتبقى تدور في دوائر: فقد صار الإجهاض منذ أسبوعين ممنوعًا تمامًا في بعض الولايات الحمراء الأمريكية، عكس تونس مثلًا. وقررت المحكمة العليا الأمريكية أيضًا تقييد قدرة وكالة حماية البيئة على محاربة التغير المناخي، ما يجعل عودة المياه إلى وادي الشعبة قد تأخذ بعض الوقت. 

وهذه سردية لا نسمعها كثيرًا.