fbpx
خطــ٣٠ // تنشر وفق الحقوق المفتوحة Copyleft

المـكـان

الخراب كذاكرة.. كيف تُعيد الحرب تشكيل معنى المكان؟

غادرتُ البيت بعد ساعاتٍ من اندلاع الحرب في أكتوبر من العام 2023. كانت مغادرةً مُرتبكة ومُتَعَجِّلَة، ولم يكن هناك أيّ أوامر إخلاء للمكان من قبل الجيش. بالأحرى، كان الحدث لا يزال في مرحلة استيعابه، ولذا كانت المغادرة غير مبررة كما أعتقد، أو ربما كانت مغادرة لأسباب...

الموصل.. اختبارات البقاء والرحيل

عندما انسحبت قوات الجيش العراقي من مدينة الموصل قبل عشر سنوات، كان "زهير شابا" يعتقد أن هذا الانسحاب المفاجئ ليس سوى خطوة "تكتيكية" تهدف إلى حصر المجموعات المسلحة التي هاجمت المدينة في مواقع محددة، ليتمكن الجيش لاحقاً من الانقضاض عليهم واعتقالهم متلبسين بحمل السلاح ضد...

يوميات عن الكلمات التي اختفت

يوم: - / -/ - لدي حكاية أرويها عن الرفض.. رفض النسيان، الألم، التخلي، التأقلم، اليأس، التوقف، السكون، الضعف.. *** أثناء محاولاتي الدائمة لعيش الحياة تحت الإبادة الجماعية -محاولات من أجل الحياة نفسها لا من أجل النجاة فقط- استطعت...

الثانية عشرة بتوقيت بيروت

توقّفتُ عن إخراج الكاميرا معي منذ شهرٍ ونصف. ربّما استعضتُ عنها بالتنقّل بين الصور والمشاهد والفيديوهات على الهاتف بحركةٍ آلية من اصبعي. أدفعُ صورةً وأقلّب أخرى كما لو أنّي أزيح ركاماً لأصل إلى لقطةٍ لشيء لا أعرفه. كأنّي أجول في شوارع بيروت أو صور أو البقاع، ولا أصوّر...

أين ستضع أشجار الزيتون رؤوسها؟

في السنة التي يكون فيها شجر الزيتون خصباً، يُقدّر المزارعون أنّ الموسم المُقبل سيأتي خجولاً. لكن الأشجار مع ذلك تظلّ تُثمر. فالمواسم الخفيفة تُقلّل فقط من فرص بيع زيتهم وزيتونهم، لكنها تكفي لكي تملأ قوارير الزيت وبرطمانات الزيتون في منازلهم. يعرف المزارعون أراضيهم...

ملامح احتضار سوق

أتذكر تلك اللحظة التي دخلت فيها السوق لأول مرة، انتقلت عبر الزمن. كان ممرًا طويلًا تتسابق فيه الروائح لتلامس حواسي: رائحة الشيح والميرمية ودخان الهيشي. في ثوانٍ معدودة، عدت إلى خيمة جدتي، ثم حصدنا القمح معًا. ترددت أصداء صوت "التراكتور" وجرس الأغنام خلفي. بينما كان...

كم دقيقة تكفي لمغادرة البيت؟

الموعد بات ثابتاً على رزنامة الحرب؛ كلّ ليلةٍ، ينشر جيش الاحتلال الإسرائيلي تحذيرات يُطالب فيها اللبنانيين بإخلاء بيوتهم وأحيائهم وقراهم. أمامك خيار واحد، الخروج من البيت خلال بضع دقائق بالكاد تكفي قاطني الطوابق العليا لإغلاق الباب ورائهم ونزول الدرج.  أمامك دقائق...

الزعيم في متاهته

قبل خمس سنواتٍ، حيث كان الهواء مشبعاً برائحة القلق واللايقين، وقف قيس سعيد في قلب الحشد. كان صوته يلف عقول أولئك الذين يستمعون إليه، وقد خلع على نفسه صفات تمثيل الشعب، رغم أن الصوت، الذي سمعه لم يكن صوت الناس على الإطلاق. بل كان صوته، وقد تردد صداه في أذهانهم، وأعيد...

قلعة الدخيلة.. صورة أخيرة لتاريخ كان هنا 

عندما كنت صغيرًا زرت العديد من شواطيء الأسكندرية، وأحببت كثيرًا لعبة بناء قلعة بالرمال، القلعة يجب أن تكون قريب من حد الأمواج هكذا يمكننا استخدام الرمل المبتل من أجل البناء، وهكذا أيضًا ستندفع موجة أكثر مما يلزم، وتهدم القلعة في لحظة ما. كنا نفرح بما أنجزناه على...

أطفال سودانيون في مصر.. من الحرب إلى العمل

اختلفت حياة الفتى السوداني أوّاب* ذي الخمسة عشر عاماً منذ اندلاع الحرب في بلده العام الماضي ولجوئه مع عائلته إلى مصر. فقد انقطع عن مدرسته والتحق لأوّل مرة بالعمل. في مطعم سوداني صغير بمنطقة تتسم بوجود كثيف للسودانيين، التقيتُه وخالته وفاء التي تعمل في مطبخ المطعم،...

 أنا عندي موقف

تتوالى الموضوعات الجدلية سواء في السياقات المحلية أو الدولية، سياسية أو اجتماعية أو أيديولوجية، وعادة ما تتكالب علينا غريزتنا البشرية متعاونة بخبث مع ضغوط الآخرين لأجل أن نسارع إلى اتخاذ موقف ما، أي موقف.لكل منا منصته الخاصة التي يعتبرها، كما يفعل الآخرون، نافذته على...

بعد خروجها من بطن الحوت

أول شيء لاح لي من مدينة الموصل قبل دخولي إليها براً بسيارة أجرة، كان عمودُ دُخانٍ بعيد يشير إلى حدوث كارثة ما. قبل عشر سنوات، عندما سلكت طريق هجرتي إلى خارج البلاد، ألقيت نظرتي الأخيرة إليها من ذات المكان، وكانت أعمدة دخان التفجيرات تتراقص في البعيد مثل تلويحات...

أزمة الكوميديا في مصر.. بين الدولة وهيئة الترفيه

حتى وقت كتابة هذا المقال، كان آخر الأفلام الكوميدية هو فيلم عيد الأضحى، "اللعب مع العيال" (2024) من بطولة محمد عادل إمام، وإخراج شريف عرفة، لا يمكن أن نقول إنه خال من لحظات قادرة على انتزاع الضحكات، لكنه بكل تأكيد خال من الفن، ومن الحيوية التي طالما ميزت أفلام شريف...

نازحون إلى مصر.. عالقون في غزة

في الشهور التسع الماضية، راكم أهل غزة هموماً جديدة تنضم لهموم القطاع المحاصر منذ العام 2007، وتحول إلى أكبر سجن مفتوح في العالم منذ ذلك الوقت. الحرب التي بدأت يوم 8 أكتوبر/ تشرين أول من العام الماضي، بعد عملية طوفان الأقصى كانت مختلفة، وصفها العديد بـ "النكبة الثانية"...

عن أمي .. وبلاد الجدّ- المعبود آمون 

هذه كتابة سِكْسيّة تُغازل الذكريات وتتحين بصّة قبول. هذه كتابة غرامية تأخذُ الأمكنة بالباط. كتابة حقيقية وفانتازية وهشّة وجارحة وناعمة ومؤلمة وهجّامة وذاتية وفولكلورية. هذه كتابة منفلتة عاطفيًا لأنها عن أمي وبلاد الجدّ – المعبود آمون. الدليل؟ صوت الكيبورد خفيض كطفل...

يكبرون في العمر.. بلا تاريخ ميلاد

بدأت الحكاية في عام 2017 وبمحض الصدفة في وقت شارفت فيه حياتي على التغير، حين كنت أعمل في مجال المحاسبة ضمن شركة تأمين للحياة والصحة والعربات. رغبة طفولية نابعة من حبي للسينما كانت لا تزال عالقة في ذهني، اشتريت كاميرتي الأولى، وبدأت ألتقط ما يمكن التقاطه من مشاهد...

لعنة أن تُولد مهزومًا.. عن الذين لم يحدث في حياتهم شيء

انتشرت قبل شهور ضمن التريندات الفيسبوكية المعتادة، صورة حديثة من كورنيش الإسكندرية. هذا الكورنيش الممكن اعتباره من أكثر الأماكن المهزومة عسكريًا في مصر خلال السنوات العشر الأخيرة، بعد أن استولت مؤسسات تابعة للقوات المسلحة على مناطق واسعة منه، لتقيم مشاريع وكباري،...

لا أشبه أمي

يوميًا؛ ألتقط عشرات الصور لابنتي الرضيعة ذات الثلاث أشهر، محاولات دؤوبة للبحث عن شبه بيني وبينها. أضع صوري بجانب صور ابنتي؛ هنا فمها مثلي.. عينها في هذه الصورة تشبه عيني.. لا، في هذه اللقطة عينها لا تماثلني.. هنا أنفها مثلي لا مثل أبيها.. اليوم هي نسختي، أمس لم تكن....

كواليس قاتمة لابتسامة

في قضاء قلعة سكر في محافظة ذي قار جنوب العراق، اعتدت النزول إلى سوق الحرامية لالتقاط الصور..  السوق ليس للصوص كما يوحي اسمه، كان كذلك قديماً حينما كان مخصصاً لعرض البضائع المسروقة وغنائم قطاع الطرق. اليوم، السوق للتجارة الشرعية في...

يدي والمدينة

لا تتوقف القاهرة عن إشعاري بأني مفصول عنها، لست وحدي ولكننا جميعًا كسكان مفصولون عنها، مدينة في حالة تبدل مستمر، هدم وبناء وإزالات وإحلالات وتوسع لا يستطيع أحد استيعابه، يصنع بأذرع جبارة لا تلتفت لأي شكل من أشكال المساحات التي يمكن أن يتحرك فيها البشر،المهم زرع...

فورسيزون دمشق.. هرم النور في مدينة الظلام 

اليوم الخميس، عادةً ما ينتهي هذا اليوم بسهرة أو لقاء بين الأصدقاء لكننا نعلم أن حسان سيتأخر بسبب ساعات عمله الإضافية في فندق فورسيزونز أو "الفورسيزون" كما اعتاد أهالي دمشق على تسميته. التاسعة مساء، عقرب الدقائق يتحرك متثاقلاً ببطء شديد. في هذه الساعة يهزمنا الظلام،...

في مديح الندّية

في المسلسل الإسباني الشهير «لاكاسا دي بابل»، يخطط «البروفيسور» لإظهار عصابته في مظهر الطرف الأضعف في مواجهة الحكومة. يقول البروفيسور، معلّلًا، إن البشر عمومًا يتعاطفون مع الأضعف، ويضرب مثلا بالكاميرون حين تواجه البرازيل في كأس العالم، إذ تبدو البرازيل أقوى كثيراً، لكن...

حكاية عن التضامن واليأس والأمل

قررتُ أن أقضي الدقائق الأخيرة من العام الماضي والدقائق الجديدة من العام الجديد في المكان الذي أحسست أنه صحيحّ، ولائق، بلا مظاهر احتفال اعتيادية. أفكر في المحرومين، ليس فقط من الاحتفال، بل من الحياة نفسها. دخلت العام الجديد وأنا...

أثر يراقب أكوام الفقر

يشهد المصريون هذه الأيام هدم وتبديل متواصل لعاصمتهم. تُزال مناطق قديمة… مقابر، حدائق، ميادين، أو أحياء سكنية، ليحل مكانها مطاعم أو مساجد أو جسور ومحاور. السُكان في المدينة الجديدة يعيشون في مجتمعات مسوَّرة، لا يدخلها إلا المقيمين والعاملين، كل الشوارع والمباني...

في انتظار غلاء جديد.. مرت الانتخابات

جاءت الانتخابات الرئاسية المصرية دون ضجة كبيرة. في شوارع العاصمة الداخلية، بعيداً عن الميادين الأساسية والطرق الرئيسية، يمكن نسيان أن ثمّة رئيس سيأتي بعد أيام، أو بالأحرى أن الرئيس الحالي سيجدد لنفسه 6 سنوات إضافية. قد يعود ذلك للانشغال بأخبار العدوان على جارتنا غزة،...

أنت فلسطيني؟ أنت متهم

/*! elementor - v3.6.4 - 13-04-2022 */ .e-container.e-container--row .elementor-spacer-inner{width:var(--spacer-size)}.e-container.e-container--column .elementor-spacer-inner,.elementor-column .elementor-spacer-inner{height:var(--spacer-size)} تصميم وهندسة الصوت: محمد...

فلسطينيو الأغوار.. رحيل من كل الأماكن

مع استمرار شراسة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وانتشار الهجمات الاستيطانية على سكان الضفة الغربية، لم تتوقف الشائعات عن مخطط يجري العمل عليه بهدف تقليص العدد، أعدادنا نحن  الفلسطينيون، من الضفة، كما تم الإعلان بأكثر من طريقة عن رغبة الاحتلال في تهجير أهل غزة إلى...

حياة في انتظار رسالة.. من غزة

  أنتظر رسالتك طوال النهار، أيضًا طوال الليل وإن غلبني النوم أحيانًا. شحيح الإنترنت عندك والكهرباء. لكني أبقى على أمل وصولها لأطمئن عليك. أنا بالأساس مصورة، ولسنوات أعمل أيضًا كمدربة تصوير وتابعت الأشراف على مشاريع العديد من المصورين والمصورات في أكثر من مكان من...

الفلسطيني ضحيّةً.. وسياسات الإشفاق

بتاريخ 17 أكتوبر 2023، فصلت جامعة بيرن في سويسرا محاضراً دون سابق إنذار وبشكل نهائي، بالإضافة إلى كفّ يد بروفيسورة أخرى عن العمل حتى انتهاء التحقيقات، بسبب "التعليق الإيجابي" على "هجمات حماس الإرهابية" الأخيرة، على حدّ تعبير الصحف المحليّة.  في المقابل، يكتظّ برنامج...

غزة.. حفرة من الجحيم

الآن يبدو لي أن الخروج من غزة كان فخًا للإمعان في البقاء والتعلق. كانت القدرة على المرور عبر معبر رفح البري قبل 6 أشهر تجاه الأراضي المصرية كمعجزة نبوية. سفري للقاهرة رفقة زوجتي وطفلتنا كان مرتبطًا بالدرجة الأولى بالهرب من هدير طائرة الاستطلاع الإسرائيلية التي لا...

“فُسَح القاهرة” تضيق على فقرائها

مريم حداد، الثانية بين خمسة أشقاء، يعيشون جميعاً مع ذويهم في شقة بمنطقة جسر السويس، شرقي مدينة القاهرة؛ لكل منهم عالمه الخاص الذي يخرج منه عندما تجتمع الأسرة في أوقات متباعدة، إما في إحدى حدائق منطقة مصر الجديدة (شرقي القاهرة)، أو على كورنيش النيل.هذه "الخروجات" لأسرة...

غزة الآن.. أين يمكن النزوح؟

«أضرار الأيام الأربعة تجاوزت خسائر حرب الخمسين يوم في 2014»، هذه هي الصورة في غزة عقب تصاعد حدة المواجهات بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل… في أيام معدودة أدى القصف الإسرائيلي من البر والبحر والجو إلى تضرر أكثر من 1000 وحدة سكنية، من بينها 560 مبنى باتوا غير صالحين...

عن بيوت لم أفقدها

"كان لجدي لحية بيضاء جميلة أحب ملمسها". أتذكر مرة أنني بدأت بهذه الجملة نصًا، لا أذكر إن كنت أنهيته أم لا؛ منذ بدأت أفكر من جديد في بيت الطفولة. بيت الطفولة الذي أتذكره هو جدي. كان حنونًا معي ومع أختي التي تصغرني بأربعة أعوام. لفترة طويلة، كنت أمر على البيت أحيانًا...

الحياة تحت ثقل.. «تخفيف الأحمال»

اعتدتُ أن أتعاطف بشدة مع البلاد المنكوبة التي ينقطع فيها التيار الكهربائي بشكل منتظم، لكن الأمر بدا دائمًا بعيدًا، يثير التعاطف وبعض القلق الذي تزيله الفكرة الساذجة، أن هذه المصائب بالتأكيد لن تحدث لنا.. لن تحدث هنا. تكرر انقطاع الكهرباء في مصر، بداية من يوليو (تموز)...

أنبياء ومجانين اليمن.. أن تضع رصاصة في أذنك وتدعي النبوة

يصل صوته من الشارع إلى البيوت وهو ينادي بأعلى صوته كما لو كان بائعًا جوالًا: "اقتلوني، أنا داعشي، اقتلوني". ظل يجوب الحيّ ذهابًا وإيابًا طوال النهار مرددًا العبارة نفسها. لكن أحدًا لم يستجب إليه رغم استفزازاته اللغوية والصوتية والإزعاج الذي يسببه، تجاهله الناس فظل...

قطار إفريقيا الوحيد

يظن الكثيرون أن ولاية معسكر (379 كلم غرب الجزائر العاصمة) لا تُطل على البحر، صحيحٌ أنها ولايةٌ داخلية إلا أن نتوءًا منها ينحشر بين ولايتي مستغانم ووهران، ذلك الجزء الصغير من الأرض الذي يتلامس مع البحر هو بلدية مرسى الحجاج وشاطئها الذي يبعد عن مركز الولاية بـ 72...

لماذا لا تؤمن الدولة بالذكريات؟

كل مرة أعبر فيما تبقى من حي بولاق أبو العلا أفكر في هذا السؤال، ليس الأمر رومانسيًا، لكن يتعلق بوجودنا كبشر، كمواطنين، كأفراد أمضوا حيواتهم في مكان ما ومن المفترض أن يكملوا في المكان الذي صنعوا أنفسهم فيه. أليس "التاريخ" بمعنى من المعان هو سجل ذكريات مجموعة كبيرة من...

من القاهرة لكيب تاون: تركت البيت ومشيت

بدأت التخطيط لرحلة من القاهرة إلى كيب تاون في جنوب أفريقيا منذ عامين. حدث ذلك بعد عودتي من رحلة إلى أثيوبيا مع إحدى صديقاتي. ظلّت لذة الترحال وطعمها على فمي، وشعرت كما لو أنني وجدت قطعة كانت مفقودة مني في جغرافيا لا أعرفها ولم أطأها يومًا. عدت من هذه الرحلة وفي بالي...

أب وبنت وجسر جديد للعلاقة مع العالم

عندما رأيتُ ابتسام لأول مرةٍ في صالة كمال أجسام في مدينة تقرت (680 كلم جنوب شرق العاصمة الجزائر)، كانت تبلغ من العمر 13 سنة. أتذكر حين دخلت الصالة الرياضية المكتظة  وجدتها جالسةً ترتدي ملابس رياضية وشعرها مُصفّف إلى الخلف كأنها تستعد للتمارين. تساءلتُ حول وجودها...

ستات العرقي.. منبوذات لا مواطنات

تعرّفنا بالزميلة والصديقة الراحلة رؤيا حسن في ورشة كتابة صحافية نظمها خط 30 بإشراف الكاتبة الصحفية داليا شمس في أكتوبر/ تشرين أول من العام الماضي، حيث وضعت رؤيا مسودة لموضوع كان يشغلها حول واقع اللاجئات السودانيات الهاربات من حروب وقسوة العيش في جنوب البلاد وغربها...

عبور من لحظة إلى أخرى

البحر وميدان الرمل "البحر وميدان الرمل، المكان اللي قضيت فيه عمري، أحلى سنين عمري"، تقول فاتن حمامة(نادية) في فيلم "الليلة الأخيرة" (1963)، عند وصولها إلى الإسكندرية مع محمود مرسي(زوجها). نادية، التي تستيقظ ذات يوم يناديها الجميع باسم فوزية: من يقول إنه زوجها، ومن...

مانيكانات من بيت لحم.. حياة ليست صامتة بالمرة  

أعيشُ في مدينة بيت لحم منذ حوالي سبعة أعوام. فيها تطورت تجربتي الفوتوغرافية، ربما بسبب محاولاتي المتواصلة استقصاء والتقاط إحساس الحياة داخل جدار، فالمدينة محاطة بجدار الفصل العنصري الذي بنته إسرائيل لتفصلها عن المستوطنات المحيطة بها وتبترها عن مدينة القدس، جارتها...

دوري البحث عن بهجة

تقريبًا كنت المرأة الوحيدة بينهم، البعض يعرفني من زيارات سابقة ويبتسم لي، والبعض ينظر لي باستهجان. لاعبون، مدربون، وجمهور، صيحات تشجيع واستنفار وكرة قدم تتحرك بين أقدام اللاعبين من اتجاه لآخر. نحن الآن في ملعب "التضامن" بجوار مدارس العرب وسط "مخيم الشابورة" أحد أكبر...

سكان جبل مرّة: لا تبكِ هذه أرضنا

للوصول إلى جبل مرة لا بدّ من أن تجتاز ممرات صخرية شديدة الانحدار، الحمير فيها أسرع من السيارات. نفس الممرات التي تتحول في الخريف إلى قنوات لما يفيض من الأنهر من ماء، ليجري بين أشجار البرتقال والتفاح والليمون المحاطة بغابات الصنوبر. بعيدًا عن كونه فردوسًا، لا يزال...

كأنه مشي.. عن الحركة داخل المول

لم يحتاج سائق التاكسي وقتًا للتفكير ليرد على سؤالي الغريب “بما أنك تعيش في مدينة السادس من أكتوبر، أين يمشي سكان مدينتنا؟” رد باندفاع “يا مول العرب يا مول مصر”. كنا حينها نقطع محور جمال عبد الناصر في الاتجاه لوصلة دهشور حيث مجمع المطاعم والكافيهات، في مدينتنا -التي...

أنت لا تريد أن تكون غريبًا

كل شيء كان جديدًا. الهواء شديد النقاوة، والأصوات غريبة ولهجة المتحدثين عجيبة. خليطٌ من لهجات البلاد. ملابسي جديدة والخجل يلتهم نصف وجهي. وصلت إلى الجامعة باكرًا، كأي طالب جديد قادم من مجاهل البلاد، حيث كل شيء ليس جديدًا. الهواء ساخن والأصوات رتيبة واللهجة موحدة والخجل...

التهمة إفريقي.. المكان إفريقية

في البداية لم يثر انتباهي منشور أحد الأصدقاء على الفيسبوك بخصوص تحذير قيس سعيد من المهاجرين الأفارقة، ليلة الثلاثاء  21 فبراير، ذلك أنه وسط هذا الكم الرهيب من الإشاعات والأخبار الزائفة، لا مانع من إضافة إشاعةٍ أخرى جديدة. غير أن المناشير تواترت وتكاثرت. سارعت للصفحة...

البحث عن ونس

اعتدت السير ساعة كل صباح في شوارع منتون، مدينة صغيرة بجنوب فرنسا أعيش فيها منذ وقت لم يصبح الآن قليلًا، المشي هي إحدى محاولاتي لكسر ملل الأيام. أبدأ رحلتي غالبًا من المنطقة القديمة، هي عبارة عن بيوت مبنية على جبل، حارات ضيقة وملتوية وبيوت تشبه علب الكبريت في صغرها.كنت...

يا لها من مقبرة جميلة.. كأيام الثورة

نحن في نهاية العام. الهواء بارد لكنه شديد الجفاف. صديقي سليمان يريد أن يطمئن على قبر أبيه بعد أن سمع أن القصف طاول إحدى المقابر المجاورة. لم نعرف أي مقبرة بالتحديد تم استهدافها، فهناك الكثير من المقابر في حلب. المدافن الكبيرة كان عددها عشرة تقريباً، لكن عندما اشتدّ...

عمارة بيروت.. أفقيًا ورأسيًا حدّ الإنهاك

تجسد المدينة، أي مدينة كانت، الوقت. يمكن أن نعدّ المدن تراكمًا للقطع المعمارية، التي تتحول يوميًا إلى قطع أثرية قيد الاستعمال، إنها حاملة لذاكرة ضخمة تضمّ أشخاصًا وأحداثًا وفترات سلمٍ وصراع، لذلك فإن عمارة المدن هي جزء من صميم الوعي الجمعي والفردي في آن، هي الحقائق...

أهراءات بيروت بعد خمسين عامًا من اليوم، إن وجدت

تحت عنوان "المدن والرغبة"، يحكي إيتالو كالفينو قصة فيدورا، مدينةٌ بمتحفٍ مختلف، في كل غرفةٍ منه كرةٌ بلورية، يرى من ينظر إليها نسخةً مختلفة للمدينة. هكذا، تستطيع الزائرة بينما تنظر إلى كرة أو أخرى، أن تختار المدينة التي تتلاءم ورغباتها وأحلامها، المدينة التي تستطيع أن...

المنيل القديم.. أين «التطوير» حين يحتاجه الناس؟

كنا نطوف بالدراجات في رحلتنا الأسبوعية، حين وجدنا أنفسنا بمنطقة المنيل القديمة، قالت رندا أنها تريد البحث عن قرية الصيادين، التي سمعت عنها من قبل، وربما تقع هنا في المنطقة. دخلنا في حواري وأزقة بحثًا عن منازل الصيادين، الطرق ما زالت شبه خالية، فنحن في الصباح الباكر...

على طريق شِكا.. الجميل والمشؤوم والصناعي

أول ما يراه المرء عند الصعود إلى شمال لبنان، مساحة مرتفعة بيضاء وضخمة، هذا هو جبل شِكا، المعرّض دائمًا للحرائق والانهيارات، المثير للإعجاب، والبعيد عن أن يكون جميلًا في آن؛ بعد أن جُرّد من طبيعته الأصلية. في إحدى مقالاته كتب روبرت فيسك "جبال لبنان تُمحى من على...

السَيّاح.. أربعون سنة في سوق “جميلة”

الثالثة فجرًا في بغداد، ثمة عجوز تسير في الظلام، سواد عباءتها يجعلها قطعة من الفجر الذي حولها. ها هي تتجه إلى ركنٍ صغيرٍ اعتادته في "سوق جميلة". ثمّة طاولات حديدية، ومعدات طبخٍ قديمةٍ مرصوفةٍ على الأرض بترتيبٍ وعناية. تقف بينها وتنهمك في العمل. هذا مطبخها في وسط...

مساحات بيروت العامة.. في تخطيط النسيان

ليس سهلاً أن تقنعي شخصاً في لبنان باللقاء في حديقة عامة. وليس سهلًا أكثر أن تعرف/يعرف موقع هذه الحديقة أو نقطة الدخول إليها. بين حديقة الصنايع حتى الكورنيش والحرش وحديقة السيوفي وحديقة التلفزيون (المُدمّرة نتيجة مشروع تطوير أزال الأشجار والرمال، ولم يُستَكمَل) وغيرها...

محاجر بريّة بني نعيم.. جبل أنهكه الناس

يوحي منظر الجبال أنها شيء عنيد ضدّ الكسر، ثابتةٌ ومتماسكةٌ ومنيعةٌ كأنها حصن نفسها، لكن هذا التصوّر يتزعزع وينهار عندما تقف على مطلٍّ وتنظر إلى المقلع. المعدّات في الأسفل تنخر بطن الجبل، تغرف منه "الذهب الأبيض"؛ حجرٌ جيريٌ أبيض يُستخرج منها ويُنقل إلى أماكن أخرى...

جبال النبي موسى.. كأنني رأيت وجه الأرض

بينما نحن في طريقنا إلى أريحا، خرجنا عن مسارنا. كانت تلك أول مرة ألتقي فيها بتلك الجبال المحيطة بمقام النبي موسى، حين غيّرنا الطريق تجاوبًا مع شغفي بالتضاريس الصحراوية. حِدنا عن وجهتنا لاكتشاف المكان الذي كان له وقعٌ عليّ لم أحسه في أي موضع آخر؛ وخزة في قلبي أعادتني...

“الركبان” غيّرت نظرتنا إلى البذور 

استمرت العواصف الغبارية لساعات، واحدة تلو الأخرى، كانت هذه حصة "الركبان" من شهر نيسان (أبريل) الماضي. شُلّت حركة قاطني المخيم على الحدود السورية الأردنية، وغطى الغبار كل شيء؛ ساحات المنازل، النوافذ، وأوراق النباتات الخضراء التي تقاوم لتصنع دورة حياتها من جديد. تتفقد...

الحياة في محيط “نور”

هذه هي الأرض القاحلة الممتدة على ثلاثة آلاف هكتار، والتي وصفتها الوكالة المغربية للطاقة المستدامة (مازن) بالخالية. إنها المساحة التي تقرر أن يقام عليها أكبر مجمع للطاقة الشمسية في العالم، والمعروف بمشروع "نور-ورزازات". لا تأتي المواد الترويجية اللامعة للمشروع على ذكر...

فرسان على دراجات نارية

قبل سنتين، كان رمزي بن سعدي يقود سيارته بالقرب من مدينة وهران، غرب البلاد، في الطريق السريع الذي يُسميه الجزائريون "شرق-غرب" (يمتد من شرق البلاد لغربها)، عندما رأى دراجاتٍ نارية من طراز قديم تتسابق بسرعة عالية وسط السيارات والشاحنات، وعليها يركب شبابٌ صغار في وضعيات...

على الحدود الأوكرانية الجزائرية

خلال الأيام الأولى من حرب أوكرانيا، هزّتني معرفة وجود طلاب جزائريين يحاولون قطع الحدود البولندية بعد اندلاع الحرب، شاهدت فيديو لأحدهم على حساب أحد معارفي في فيسبوك. لم أذهب من قبل إلى بولندا أو أوكرانيا، ولا معرفة لي بهذه المنطقة من العالم. لكني تحمّست للذهاب بعدما...

عشبةٌ في مخيم صحراوي

شدّالقلوع، يامراكبي مفيش رجوع، يامراكبي تراث نوبي. أحمد منيب (1) مالمو تقع في أقصى جنوب السويد، ثالث أكبر مدن المملكة، ويتجاوز تعداد سكانها الثلاثمائة ألف بقليل.  مدينة لاجئين، هذا ما يقوله الجميع. أكثر من ثلاثين بالمائة لاجئون. وأنا أسكن على بعد دقائق من الحي الفقير...

الكهرباء.. حلم لبناني متقطّع

يقارب والدي على السبعين، لكنه بعيد جدًا عن التقاعد. لديه محل ملابس بالجملة، تقطع الكهرباء معظم دوام العمل، وطبعًا لا يستطع تغيير ساعات عمل موظفيه. يقول "نقضي نصف ساعات العمل بلا كهرباء. الزبائن لا تستطيع رؤية البضاعة بوضوح، فيغادرون".بينما أحاول أن أفهم السريالية التي...

جرمانا.. سوريا صغيرة جدًا

حكايتي مع المدينة بدأت في مرحلة مبكرة، وبخيال طفلة صغيرة وخوفها، أردت الشعور بالانتماء لشيء أكبر من العائلة. لا أذكر تمامًا لمَ كنت أطرح هذه الأسئلة وقتها، لكن اليوم حين أعود وأتذكر، أظن أن القصة بدأت بعد زيارات مدن أخرى في سوريا. رأيت معالم أثرية وسمعت الكثير من...

في كازينو لبنان وميدان الخيل.. البحث اليائس عن الحظ

«أكل وشرب ضحك ولعب بسط وركب في التاكسيات... الغندرة والفنكرة والبهورة وكتر البطر هلك بيروت». ترتقي أغنية عمر الزعني هذه، بخفّتها، إلى ما يشبه سيرة موجزة للمدينة التي قادها النظام الاقتصادي الخدماتي إلى حتفها. أبناؤها مأخوذون بكشّ الحمام والسهر وشرب العرق وغيرها من...

ألوان زاهية للبؤس

بدون قصدٍ، رسم مشروع تطوير الطريق الدائري في القاهرة الكبرى لوحة فنية مرتبكة، عناصرها ألوان حوائط داخلية لبيوت تهدمت واجهاتها، يمكن للمار على الطريق أن يخمن، هنا كانت غرفة نوم أطفال، أو صالة، حمام، مطبخ، هنا كانت تُعاش حيوات كثيرة. في منتصف ثمانينيات القرن الماضي...

عزيزي رالف.. سأفترض أنك بخير 

في العام 1979، كتب رامي مجموعة من الرسائل لصديقه رالف الذي غادر لبنان قبيل الحرب. ورغم أن تواريخ بعض هذه الرسائل تتزامن مع اشتعال العنف في بيروت؛ سألت نفسي سؤالًا بعد أن قرأتها، ولم أجد إجابة عليه: لماذا يكتب القليل جدًا في مراسلاته عن الحرب؟ لماذا لم يصل أي رد من...

الانتماء لرقم ضخم

ينظر إليها، تنظر إليّ، أنظر إلى الأرنب. «طيب خلينا نسمع رأي تالا..». ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة التي أنجرّ فيها إلى نقاشات مضنية بين حماتي وزوجي.. يا ليتني ليمونة أنعصرُ فوقك يا أرنبي المسكين لأذوب معك من غير رجعة. «أنا معاكم إنتو الاتنين!... تسلم إيدك طنط.....

محاولة التقاط صورة لجسد واقعي

كل يوم تلتقط آلاف مؤلفة من الصور للنساء الجميلات، وأقل منها بكثير للواتي لا يملكن مسطرة الجمال المتفق عليها. أن تُعتبر المرأة جميلة فهذا يمنحها مزايا فورية، لكن ألا يوصف الجمال بأنه سريع الزوال وهش، مثلما أنه غريب ومتعدد. عندما بدأت في مقابلة مجموعة من اللبنانيات كنت...

جنينة اللمبي.. كلاب وتاريخ ومحاولة تنفس

عندما تجتاحني رغبة في السكينة أصعد الهضبة وألجأ إلى حديقة السير أللنبي أو كما يطلق عليها الجميع جنينة اللمبي والتي تتوسط حيّ "كفر عبده" السكندري.  على عشب الحديقة المصمَّمة بأسلوب الجاردن سيتي الإنجليزي تتناثر ذاتي، وتتمدد وأحاول أن أكتشف تلك الحركة المتشعبة لجذور...

عالقون في دمشق.. ليس تعبيراً كافياً

يبحث عمّار، 29 عاماً، عن كلمة تصف مشاعره وازدحام الأفكار في رأسه والقرارات السريعة التي يجب عليها اتخاذها قبل أن تنتهي مدة تأجيله ويلتحق بالخدمة العسكرية. الحلول التي أمامه ليست كثيرة، جميعها صعب التحقيق، منها الحصول على شهادة لغة ألمانية أو إنجليزية في وقت قياسي...

بطاقة بريدية صوتية لساحة آليتي

تتلاقى خطى الجالسين في ساحة آليتي، وسط الجزائر العاصمة، عند 13 كرسي حديدي وأمام سربٍ من الحمام. يُقابلهم الأفق وجزء من خليج المدينة، تحت أقدامهم شريط القطار وبعده الميناء، وخلف ظهرهم هيكل مبنى كبير تقوم به الأشغال منذ سنوات: ذلك فندق السفير (آليتي سابقاً). تتقاطع...

30 عائلة.. كنت غريبًا يصوّر غرباء في بيوتهم

بين عامي 1994 و2002، كنت معلمًا في إحدى المدارس في مراكش في المغرب، وخلال هذه الفترة بأكملها لم ألتقط صورًا إلا لطلابي في غرفة الصف. كثيرًا ما كنت أخرج الكاميرا وأطلب من الطلاب الوقوف أو الجلوس بوضع معين وأشرع في التصوير. ولم يكونوا ليحتجوا أو يرفضوا أو يقولوا لا لأي...

كيف شقّ الاحتلال نهراً مقدّساً

لم يستطع النيل بعظمته أن يمنح اسمه لأيٍّ من ضفافه أو لبلد من البلدان التسعة التي يمرّ بها، على العكس من نهر الأردن النحيل والمُحتضر، بمياهه الضحلة العكرة ومهمته السياسية الثقيلة، منذ قطعه يوحنا المعمدان للشرق في تأريخ غير متفق عليه، وحتى نزْع الألغام من جنباته بعد...

قلق بحارة الرمثا

قرب إحدى استراحات الرمثا التي يتوقف فيها مسافرون وسائقون متجهون إلى سوريا عبر حدود جابر-نصيب، وفي الثامنة صباحاً، التقيتُ بعبدلله الحوراني، الشاب الرمثاوي الذي سيُقلني إلى سوريا براً خلال بضعة ساعات. يعمل عبدلله، 29 عاماً، سائقاً مرخصاً لنقل الركاب والبضائع بين الأردن...

عن الإعصار.. والرغبة في التذكر

عادة ما يظن الكثيرون أن الثبات سمة القرى، لكن التغيير المستمر هو الأساس في قريتي الصغيرة المحاطة بالجبال من كل الجهات، يتوسط قريتي واديان. في كل مرة تجري فيها مياه الوادي تختفي أشياء، وتظهر أشياء جديدة، تتغير معالم المكان، تحدث ارتفاعات جديدة وانخفاضات في تضاريسه....

ملاهي المنارة في وضعية النصب الصامت 

تمنح لفظة اللعب سيلاً من الخيارات لساكني بيروت، في حين لا تشير كلمة "ملاهي" إلا باتجاه واحد، إلى تلك المدينة قرب المنارة قبيل قهوة الروضة وإلى يسار الحمام العسكري على الكورنيش البحري. لم تبارح مكانها هذا منذ أن شُيّدت منتصف الستينيات، محدثةً ثورة في عالم الترفيه...

دمشق.. أجمل خيبة أمل

رفض والداي رغبتي في دراسة الفنون بدلاً من الهندسة وانتهى الأمر بأن وجدت نفسي خارج منزل العائلة للمرة الأولى. الوقت ليل ولا أعرف أي باب سأطرق، لكن سماء دمشق في تلك الليلة بدت لي شديدة الاتساع، قادرة على تحقيق كلّ أحلامي. من قلة التجربة والخبرة في الحياة ارتسمت صورة عن...

شبيبة “جيجل” في المدرجات والشوارع

منذ بداية وباء كورونا افترق مشجعو كرة القدم في الجزائر عن المدرجات والملعب عمومًا، لكنهم ظلّوا حاضرين في الشوارع والأحياء، سواء للتنديد بقرارات ما مثلما حدث مع جمهور مولودية الجزائر الذي هاجم مقر الشركة الممولة، أو جمهور شباب بلوزداد الذي احتفل، كاسرًا حظر التجوال،...

ميدان المنشية وألعاب التاريخ 

ميدان المنشية.. أول ميدان ارتبط في ذهني بالبهجة، كانت أسرتي ونحن صغار تقيم في السعودية مثلا آلاف الأسر المصرية في عقد الثمانينات، وفي أوقات الإجازات كانت زيارة الميدان المزدحم دومًا تعني لعبة جديدة، أو ملابس جديدة، ميدان مزدحم بالبشر والألوان ويطل على البحر، لم تشهد...

عمّان أدراجها ومسنّيها.. صداقة قد تبدأ من درابزين

عندما تزوجت أم صدام، عام 1988، تركت مدينة إربد حيث نشأت لتنتقل مع زوجها إلى عمّان، ومنذ ذلك الحين تقطن بيتًا يقع على أحد أدراج منطقة "راس العين”. كان انتقالها صعباً في البداية من المدينة السهلية الخصبة التي يعمل سكانها بالفلاحة غالبًا، لتعيش في العاصمة الواقعة على نحو...

جثث حية في اسطنبول

أنا الآن بصدد أن أطوي الشهر في هذه البلاد، زمنٌ مقتطع لا أعلم كيف قضيته، محاولاً تجاهل ما علق بذاكرتي ومنح نفسي القدرة على الاستمرار. التجاهل قد يكون هو المخدر المناسب للزمن، خصوصاً في جهل إمكانية تجاوز ما هو قادم.  اتبعت طريق الخروج غير الشرعي من شمالي سوريا إلى...

جرافات وسباحون

جئتُ إلى الجزائر العاصمة في خريف 2020، لأجل إقامة فنّية كان الهدف أن أعمل على مشروع يخص اللاجئين من دول الساحل الإفريقي، لكن الأمر تأخر حتى ألغي. في المقابل، بدأت أذهب إلى الناحية الغربية من المدينة، بالتحديد إلى الحي الشعبي باب الواد المُطل على البحر. لا يُمكن القول...

حياة صغيرة تحت برج الحمل

أعتذر إن لم يكن في حكاياتي الخيالية المزيد من الأخلاق، لكن أنا متأكد أن فيها الكثير من الألم اللاأخلاقي الذي يعبره السجناء"، قال مامونتيل الكردي في ليلة حارة من أيلول (سبتمبر) 2015. هي قصة خيالية حقيقية، بشخصيات تنوس بين الماضي والحاضر، مرّت على ألسنة العديد من الرواة...

الخروج من ظل المناجم

غالبًا ما يتأخّر من يرى صوري حتى يلاحظ وجود البشر فيها، ربما لأني أصوّر مساحات مفتوحة وشاسعة أو لأنهم يذوبون في الديكور من حولهم ويكتسبون مع الوقت لون المكان.. أختار تصوير مساحات شاسعة حتى أُظهِرَ العلاقة القوية بين البشر ومحيطهم، خاصة عندما يساهمون في تغيير شكله...

كيف الحال في توجة؟.. نحاول إطفاء النار

12 أغسطس/أوت، رابع يوم للنيران التي اشتعلت في منطقة القبائل، سافرت من بيتي في مدينة الجزائر نحو بلدية توجة (230 كلم شرق العاصمة) في جبال ولاية بجاية. كانت الحرائق الكبرى على الناحية الثانية من الجبال، في ولاية تيزي وزو، لكن النيران كانت قد انتشرت في كل المنطقة.. بشر...

خمسة مشاهد للتحريض على قتل الطبيعة الصامتة

المشهد الثاني في ظهيرة يوم خريفي مشمس، تجلس وحيداً في صالون المنزل ولا تعرف ماذا تفعل، تريد أن تقول للآخرين أنك موجود، تمسك الكاميرا بالرغم من عدم رؤيتك لشيء محدد، يقع نظرك على مزهرية زرقاء فارغة من الورد، تأخذها من مكانها وتضعها في زاوية محددة تحت إضاءة خاصة وتأخذ من...

جمال.. يسير مع الجميع وخطوته وحده

تعيش الجزائر منذ أيام على وقع جريمة قتل الشاب جمال بن سماعين وحرق جثته بمدينة الأربعاء ناث إيراثن بمنطقة القبائل (100 كلم شرق العاصمة)، يوم 11 أغسطس الماضي. جمال شاب من مدينة مليانة (120 كلم جنوب غرب العاصمة)، تنقّل، مع مئات الجزائريين، إلى منطقة القبائل للمساعدة في...

عن حياة ومقتل جمال بن سماعين الملياني

عند وصولنا إلى الشارع الرئيسي لمدينة مليانة وجدناه محفوفًا بأشجار تمنع ظلالها الإسفلت من أن يصبح جمرًا. في ساحة وسط المدينة تمثال لـ علي عمار، الشهير بـ "لا بوانت" بطل معركة الجزائر ضد الاستعمار الفرنسي وأصيل المدينة، يحمل رشاشًا وعلى يمينه شرفة تطل على الجبال...

البحث عن جبل

"لا يتميز الفرد عن مكانه؛ إنه ذاك المكان" الفيلسوف الفرنسي جابرييل مارسيل   كان عمري 25 عاماً عندما سافرت لأول مرة خارج ليبيا. حالما بدأت التجول في تونس العاصمة بدأت أشعر بشيء من الضياع، وصرت أبحث عن جبل كذلك الذي تتكئ عليه المدينة الليبية التي ولدت ونشأت فيها.....

بلد الانتظارات الطويلة

“في الجزائر، يأخذ مني كل مشروع خمس سنوات حتى أنتهي منه…” هذا ما قالته لي صديقة عن تجربتها في إنجاز مشاريع أو أهداف حياتية بسيطة قد تأخذ سنة واحدة في بلد آخر. ومع الوقت، بدأت أنا أيضًا أقتنع بهذا. فكّرتُ أن العمل المُضني في الجزائر لا يأتي بنتيجة دائمًا.. أعرف الكثيرات...

مقابر مكيفة الهواء

"احجز قبرك واحصل على قطعة أرض سعتها 25 متراً مربعاً في مقبرة النجف من خلال مصرف الثقة". قد تكون هذه  أغرب رسالة نصية يمكن أن يتلقاها شخص على هاتفه الجوال ذات صباح شديد الحر. لكن الأمر لم يتوقف هنا، بل تبعه سيل من الإعلانات المتلفزة، حول مغريات عديدة تتعلق بـ "مقبرة...

دورة حياة الميزو.. أو كيف يتعلم الطبيب

التدريب الأول.. طوعي  أول تدريب عملي تلقيته في ممارسة الطب كان في استقبال مستشفى "شرق المدينة" بالإسكندرية. ذهبت طوعًا في إجازة السنة الثالثة من الكلية. وفي ليلة من ليالي اغسطس السمجة دخلت مصيفة وجهها مصبوغ بأشعة الشمس، مع تقشير خفيف للجلد حول الأنف. تضع مكياج كامل من...

حكاية عن التعليم والاختيار والماضي

ربما لن أكون مبالغًا إذا قلت إن هذا المشروع من أصعب المشاريع التي عملت عليها كمصور، عادة ما تكون الكاميرا أمامي وأنا التقط الصور، صورت مظاهرات، وصدامات، وشوارع، وأبنية، وأشخاص كثيرين بسطاء، مسئولين، أهالي سجناء، طلاب.. صورت كثيرًا ومازلت. لكن هذه المرة، يبدو الأمر...

عدسة خائفة.. مشروع تصوير جزيرة لا يكتمل

أجلس مع الأصدقاء في أمسية مرحة، وأثناء المزاح والضحك طلبت مرافقة أحدهم لي في صباح اليوم التالي، يوم الجمعة، لموقع كوبري الدائري لالتقاط صورة واحدة فقط لجزيرة الذهب من أعلى الكوبري. لم تكن تلك المرة الأولى التي أتحدث فيها عن الجزيرة وأطلب ذلك، تحدث أحدهم بنبرة استغراب...

سكن المعلّمات.. العيش في ذلك الرعب

الثامن عشر من مايو 2021، تسع معلمات في منطقة برج باجي مختار في الجنوب الجزائري يتعرضن لاعتداء وحشي شمل الاغتصاب، الضرب، التعذيب وسرقة ممتلكاتهن البسيطة، وذلك عند الساعة الثانية صباحاً وفي حضور رضيع صغير.  مثل عشرات المعلمات في الجزائر، تأتي هؤلاء من مناطق بعيدة. كانت...

مستعمرة الملل

في يومي الأول في الكلية جلست في مدرج مهيب بين مئات من أطباء المستقبل منتفخة مثلهم بالأمل كبالونات أعياد الميلاد. وقف على المنصة رئيس اتحاد الطلبة، طالب في السنة النهائية يدعى عماد حمدي ولا يشبه الممثل في شيء. سأل عن مؤلف مسرحية الملك لير. رفعت يدي بحماس طالبة الثانوية...

ثمانية آلاف قطرة دم

تنظر مُنى بعينين زائغتين إلى كيس الدمِ المُعلق بخطّاف فوق رأسها. لا تأبه بالوجوهِ الشاحبة للمرضى المحيطين بها، ولا بحركة الممرضين الدؤوبة لوخز جلود الأذرع والأيادي بالإبر.  اليوم موعدها في مستشفى ابن الأثير المخصص لمرضى الثلاسيميا في الموصل، أكثر مكان زارته وكرهته في...

3600 فولت تنشط الذاكرة

أتردد كثيرًا على الشباك، حتى أظن أحيانًا، أنني ربما في قرارة نفسي أريدهم أن يأتوا بدل هذا الانتظار. في عنبر 2، كنت أيضًا أتردد كثيرًا على الشباك. كان مأوى للفرار من 30 دماغًا آخر، وكانت حسنة سوء حظي أن فرشة النوم أسفل باب العنبر، سيتسنَّ لي إذًا البقاء أطول وقت ممكن...

زيارة مربوحة

تبدو الوَعْدة، نوعا من كسر الروتين في مكان لا يتوفر على العديد من الطرق لكسره. كرنفال ووليمة شعبية تُقام عند ضريح ولي صالح. حيث العديد من القرى، في ريف الجزائر خاصة غرب البلاد، تحمل أسماء مؤسسيها. رجال يعتبرهم قومهم قادة وما يُمكن أن نسميه عُمدة في وقتنا الحاضر، وكان...

تاريخ شخصي عن حب الآخرين.. وكراهيتهم أيضاً

كنتُ طفلاً -وهذا أمر عجيب، فهل يولد الناس مثلي أطفالاً؟- وكانت لديْ أحلام غرسها أبي في عقلي، بأن أسافر كما فعل، إلى تونس ومصر وألمانيا وأمريكا وسوريا والجزائر والمغرب وكل البلاد التي وطأتها أقدامه، لكن هذا لم يكن ليحدث إلا بعد سنوات.  عشتُ في ليبيا في حيّ الحومة، في...

ثلاث زوايا لمشاهدة حائط محرم

1 داخل إحدى الحارات الضيقة في منطقة وسط القاهرة، لافتة قديمة لورشة للدعاية والإعلان. هناك يجلس عم وحيد وحوله طبقات مختلفة من الألوان والكتابات والتصميمات على جدران الورشة. الرجل الذي عمل بهذه المهنة منذ 45 عامًا يقول.. “تغيرت ملامح الدعاية كثيرًا في زمن الديجيتال،...

في الجبل مع نانة زهرة

تعيش نانة زهرة في قرية تيفلكوتس، المعلّقة على جبال جرجرة بمنطقة القبائل الجزائرية، امرأة في عقدها السادس لا سند لها في الحياة سوى أبناء عمومة يعيشون في نفس القرية. تقضي وقتها بين بيتها والتعاون مع صديقاتها في جني ثمار الزيتونات. تستأنس في وحشة الجبل برفقة حيواناتها،...

مشاهد من خلف سور كومباوند

في فبراير 2015، مر علي صديقي رامي (اسم مستعار) قبل الانتقال مباشرة للسكن في التجمع الأول. حينها كنت أعتبر أي منطقة مسبوقة بكلمة "تجمع" هي بمثابة مكان بعيد، لا نذهب له إلا للمناسبات الضرورية كحفلات الزفاف أو العزاء، هي مناطق الأغنياء شرقي القاهرة، حيث الفلل والسيارات...

أسود أو بني غامق

ولدت في الجزائر لأم جزائرية وأب سوداني. انتقلت عائلتي إلى ليبيا حين كنت في التاسعة من عمري حيث أمضينا ثمانية عشر عاماً، كنت خلالها أقنع نفسي أني جزائري بينما كان يؤكد أبي أني سوداني. واحده من الأشياء التي تعلمتها خلال العمل علي مشروعي Dry (جاف) أن الشكل الخارجي يلعب...

العنوان: شارع الطانطا الحمراء.. بالقرب من خمس نخلات وبئر

".. وأنت قادم من الإشارة الضوئية (البيفيو) إلى تاجوراء، ستجد إشارة ضوئية أخرى تتلوها، قد لا تعمل تلك الإشارة نظراً لانقطاع الكهرباء – أو فقط لأنها قررت أن تأخذ قسطاً من الراحة- ولكنك ستراها، انعطف يساراً مع الإشارة لتدخل إلى الطريق المزدوج أو "المزدوجة" كما يسميها...

السندال.. العنف مقابل الاحترام 

صابر أبو الرجال، أحد أشقياء حينا القديم، بمدينة الإسكندرية، أحد الهجّامين، المسجلين في قسم الشرطة، وأحد أولاد "أبو الرجال"، العائلة ذات الباع الطويل في الإجرام والانحراف، وأحد تجليات الذكورة المهمشة في المناطق الشعبية في الثمانينيات، حاصل على التهمة القانونية التي...

عرب المعمل.. بورتريه لانفجار محتمل

عند دخولك للشارع الرئيسي الكبير، مدخل محافظة السويس للقادم من العاصمة (100 كيلو متر)، تجد في بدايته أكبر هايبر ماركت بالمحافظة والتابع للقوات المسلحة، ثم نادي"بدر" والمستشفى العسكري على اليمين، وفي مواجهتهم على اليسار مباني جامعة السويس، وبعد مئات الأمتار تقابل بعض...

بنات لا سيتي.. عن الإقامة الجامعية في الجزائر

يستعمل الجزائريون كلمتي "الإقامة" و "لا سيتي" للكلام عن "الإقامات الجامعية". الإقامة هي الاختصار العربي، و"لا سيتي" هي اختصار "لا سيتي أونيفارسيتار" أو "الحي الجامعي" بالفرنسية، عندما يكون الكلام عن إقامات الذكور لا يُحرّك الكلام أي صور، ولكن عندما يأتي الدور على...

عودة هادئة للحياة

يكسر صرير الباب الحديدي صمت الليل الثقيل. تجفل القطط المترقبة. تتقوس أبدانها مستجيبة لنداء الخوف وتقفز بنحو جماعي إلى الخلف.  ينفرج البابُ عن أبو أحمد الپاچچي، يغمر ضوء مطعمه الزقاق في المدينة القديمة، كاشفاً عن الفراغ الذي أحدثتهُ الحرب في المساحة المقابلة، ويرسلُ...

عيون الثورة (٢)

رسم يحتمل أكثر من قراءة، فيه البدايات مبعثرة كما النهايات، تدور وتعيد نفسها بأشكال مختلفة، حيث يمكن للقارئ الانتقال من رسم لآِخر باتجاه اليمين أو باتجاه اليسار كما يمكنه اختيار نقطة البداية أو النهاية، حيث لا توجد خيارات منطقية، هي فقط نسبية تعتمد على حاسّة المتلقي...

اختفاء القاهرة

برلين.. أول مرة في حياتي أسير في مدينة لا أعرفها بلا شغف، عادة ما تجتاحني الإثارة عند زيارة المدن الجديدة، لكن هذه المرة كانت مختلفة، رغم أني أقرأ عن برلين منذ طفولتي، وأعرف شيئًا عن عبء تاريخها القريب وانقسامه بين الولايات المتحدة وروسيا، الذي ينعكس على شوارعها...

بلاد حامضة في الفم

لا مكان نعبر منّه إلى ما مضى، ولا سَبيل يُُخرج المكان بماضيه إلى حيز رؤيتنا الصرفة، فما من عابرين صوبه، مروا قبلنا، كي نستدل على أن الحَنِين لا يحمل وجعاً غير وجعه. بل إنَّ كلّ ما نراه هو وجع فائض، في التماس المكان، الذي ما عاد يحمل ذاكرتنا، نحن الغرباء عن أرض صارت...

قصة جزائرية لاستعادة هامش

نحن في ملعب مصطفى تشاكر في ولاية البُليدة، أربعين كيلومتراً جنوب العاصمة الجزائر. السماء مظلمة والجو قريب من البرودة. يطلب منا رجال الشرطة الاصطفاف والتزاحم على الرصيف بجانب الباب الثاني للمدخل. لا إضاءة في المكان سوى تلك التي تأتينا من العوارض الكبيرة داخل الملعب....

كيف نعيد تركيب الموصل من أربع صور؟

قبل دقائق من انطلاق أول صفارة إنذارٍ معلنةً حرب الثمان سنوات مع إيران في أيلول (سبتمبر) 1980. كُنت أمدُ خطواتي وبقلقٍ طفولي بالغ في الممر الضيق لمدخل مدرسة الفتوّة الإبتدائية، متجهاً نحو الصف الأول شعبة (جـ). عثرت على هذا المشهد الحياتي، مختبئاً في تفاصيل صورةٍ مُررت...

عيون الثورة (١)

رسم يحتمل أكثر من قراءة، فيه البدايات مبعثرة كما النهايات، تدور وتعيد نفسها بأشكال مختلفة، حيث يمكن للقارئ الانتقال من رسم لآِخر باتجاه اليمين أو باتجاه اليسار كما يمكنه اختيار نقطة البداية أو النهاية، حيث لا توجد خيارات منطقية، هي فقط نسبية تعتمد على حاسّة المتلقي...

جينز محلي لإخفاء أسى البدانة

تصيبني السمنة بالحيرة. شراء "طقم" مكون من بنطلون وما يفتح به الله علينا من قميص أو تي شيرت مسألة تستغرق الكثير من التفكير، هل بنطلون جينز أزرق فاتح أو غامق يستحق أن تهدر كثير من الأموال عليه؟ أم توفر جلّ المبلغ للجزء العلوي. ما هي الألوان والتفصيلات التي يمكن معها...